لن
أتكلم في هذا المقال عن الاعلام الحكومي و ماسبيرو , لاني خلاص فقد فيه الأمل , و
أقترح تحويله لحصالة كبيرة يضع فيه الشعب تبرعاته من أجل المشاريع القومية ,
أو تقسيمة الى مؤساسات اعلامية مستقلة و
في اعتقادي هذا هو الحل الامثل في موضوع الاعلام الحكومي .
أنا
هتكلم عن الفضائيات الخاصة و حجب البرامج و اغلاق القنوات , حالة التهليل و الفرح
المصحوبة بالصويت و تهويل من انعدام الحرية . و لذلك دعوني أروي لكم تجربة الـ MBC .
في
عام 2001 يوم الثلاثاءالساعة 8.30 مساءً , كان يذاع برنامج للكاتب الكبير محمد
حسنين هيكل اسمه "مع هيكل" على قناة الجزيرة الاخبارية , و لان قناة
العربية الاخبارية لم تقدر على منافسة قناة
الجزيرة في برامجها , قررت ادارة MBC عمل برنامج يجذب الناس عن مشاهدة برنامج "
مع هيكل " , و كانت لادارة MBC تجارب كثيرة مع البرامج الاخبارية
, و لكنها لم تفلح , فقررت أن تجذب المشاهد
ببرنامج ترفيهي , و كان فعلا هو برنامج من سيربح المليون في ظهوره لاول مره
على القنوات العربية .
خطف
برنامج من سيربح المليون المشاهدين و أصبح له جمهور و متابعين من جميع انحاء الوطن
العربي , نتيجة ميل الأسرة لمتابعة البرامج الترفيهية عن البرامج السياسية , و
أصبح المهتمين بعالم السياسة يتابعون برنامج " مع هيكل " في الاعادة .
هذا
هو ما يطلق عليه الاعلام الموازي , اذا اردت أن تصرف الناس عن مشاهدة شيء كل ما
عليك فعله , هو عمل شيء يجذب الناس لقناتك .
في
مصر تقوم ثقافة الاعلام على ثقافة محل
الكشري , فأذا أفتتح محل كشري في شارع و حقق نجاح كبيراً , يقوم شخص أخر بفتح محل
كشري على بعد مترين من المحل الأصلي و يحرف في اسمه , و يقوم شخص أخر بفتح محل كشري أخر أمام المحل , و هكذا الى أن
يتوقف حال جميع المحلات بعد تقسيم الزبائن . لا أحد نظر فيهم ما يحتاجة الشارع ؟!
. هل كان في حاجة لسوبر ماركت , او صيدلية أو حتى كشك او محل عصير قصب ؟!.
و
لكن ثقافة الابداع و التفكير غير موجوده , فمنذ ثلاث سنوات كانت قناة الحياة هي
القناة الاولى في المشاهدة لانها قناة اجتماعية بما تحمله من الكلمة من معنى, فهي
تقدم برنامج طبي في الظهيرة , و برنامج طبيخ , يليه مسلسل ثم برنامج ديني في العصر
الى أخر الليل ببرنامج توك شو خفيف ثم فيلم .
عندما
شاهدوا هذا القائمين على القنوات الجديدة قراروا تكرار نفس التجربة بحزافرها في
قنوات CBC و النهار , بل قاموا بجلب مذيعين من
هذه القناة و بنفس برامجهم مع اضافة كلمة بعد أسم البرنامج الاصلي , زي برنامج
صبايا , تحول الى صبايا الخير , و دعاء عامر
في الدين و الحياة الى أخر المذيعين .
و
لكن ادارة MBC تعطيهم الدرس مرة أخرى بعمل قناة MBC مصر , طرق الدعاية فيها
تختلف عن كل الدعاية اللي حصلت للقنوات المصرية , حتى قناة القاهرة و الناس وقعت
في نفس الاخطاء القنوات الجديدة , رغم تفأولي بيها و لكنه فشلت و وقعت في نفس
الاخطاء .
أكتب
هذا المقال قبل انطلاق قناة MBC
مصر بـ 6 أيام , و أنا متفأل بها , فالقنوات
العربية تخصص من باقتها باقة مصرية لتصرف بها النظر عن القنوات المصرية و تجذب
المشاهدين , و نحن لم نستطع صرف نظر المشاهدين عن مشاهدة خالد عبد الله و توفيق
عكاشة و نهلل لوقفهم بأمر من المحكمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق