ميكروباصات مصر لازم تخش موسوعة جيبس و تبقى من عجائب الدنيا السبع و طالما الاهرمات طلعت من المنافسة يبقى الميكروباصات اوله , لو مركبتش ميكروباص في مصر يبقى أنت أكيد مش في مصر لانك لازم تشرب من نيلها و تركب ميكروباصتها و أنا من واقع خبرتي الطويله و المناضله في ركوب الميكروباص من أجل الحصول على كرسي فاضي و توصيله لمشواري العزيز قرارت أنقل اليكم مواقفي الطريفة و الظريفه و خبراتي مع الميكروباص .

الأحد، 29 سبتمبر 2013

من الكُتاب الى مكتب الإرشاد



اعضاء مكتب إرشاد الجماعة من كليتي الطب و الهندسة وقليلاً من كلية العلوم ،فقد كان قوام مكتب الارشاد يتكون من المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع طبيب بطيري ،ونائبية محمود عزت طبيب بشري ،والاخر  خيرت الشاطر  وهو مهندس ومن الطب عصام العريان ومحمود غزلان ومحمد البلتاجي ،ومن الهندسة رشاد بيومي وأبو العلا ماضي ،الى أخر قوام مكتب الارشاد مما يحمله من ترتيبات ومناصب جيمعهم حاملي شهادتي الطب و الهندسة الا من رحم ربي ودخل علوم ونادراً حقوق.
من الغريب أن يكون الدكتور محمد مرسي المعزول دكتوراً جامعياً مسئول عن تخريج الالف من المهندسين كل عام، لا أعلم كيف حال الطلاب الآن في سوق العمل ،وقد قال لي أحداً اثناء حديثنا عن طريقة خطابات مرسي عندما كان في الحكم ،أنه لم يكن يحضر له أحداً في محاضراته داخل جامعة الزقازيق غير الطلبة التي أتجهت الى التيار الإخواني في الجامعة. لذلك اذا استعرضنا نشأت محمد مرسي وقيادات الإخوان والطلبة التي كانت تحضر لمحمد مرسي في الجامعة سنجد أن.
نشأت أغلب القيادات الإخوانية في القرى الفقيرة والريف ،وقد تربوا على نظام الكتاتيب وحفظ القرأن منذ الصغر ،وهذا ما أثر فيهم في طفولتهم وأرتبط معاهم في الكبر وعند دخول الجامعة. فيقول الباحث في شئون الإخوان الراحل حسام تمام "كانت من أثار الهزيمة أن بدأ النظام الناصري في تخفيف قبضة الامنية عن الناس فبدأت الدروس الدينة في الانتشار  ،وبزغ عدد من العلماء الذين نشطوا في هذه الفترة في أواخر السيتينات ،واستقطبت دروسهم  الجماهير وفي مقدمة هؤلاء الأمام محمد الغزالي ،ثم الشيخ سيد سابق وهم من تلاميذ الأمام حسن البنا ،وانتعشت المساجد بعد أن ارتفعت عنها القبضة الامنية أكثر حين مات الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970. فبعد انهيار الحلم الناصري في نفوس الجماهير حلت حالة من عدم اليقين بكل من له ثقة بالنظام وبدأ التفكير في كل من كان ضد جمال عبد الناصر كان على صواب وحق ،وهذه كانت بداية تعرف الشباب على جماعة الإخوان المسلمين".
واذا اسقطنا كلام الراحل حسام تمام على خيرت الشاطر سنجد أنه مطابق تماماً فقد بدأ الشاطر إشتراكياً ..مع التنظيم الطليعي وأعتقل بسبب نشاطه معهم في الجامعة عام 1968 وسجن عدة أشهر.
كان لجماعة السنة المحمدية دوراً قي هذا التوقيت حيث انها جماعة سنية سلفية إصلاحية على منهج وعقيدة أهل السنة والجماعة في التلقي والاستدلال، والاعتقاد والاتباع، وفي مناهج السلوك والسير إلى الله جملةً وتفصيلا من خلال الدعوة إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع والخرافات، وإحياء دعوة الإسلام بالقرآن والسنة واتباع سلف الأمة. وهنا واجه من أنضم الى جماعة أنصار السنة ،أن الجماعة ليس لها أي دور في الحياة السياسية ولذلك خروج للبحث عن شيء يجمع بين الدين والسياسة من أجل تطبيق الشريعة الاسلامية.
فقد ذكر هذا الامر الدكتور محمد حبيب في مذكراته حيث قال "التقيت روؤساء جمعية أنصار السنة المحمدية في عام 1969 ،ووجدت تفتحاً وفقهاً وعلماً ،كانوا يركزون على قضية القبور والأضرحة ،فيعتبرونها قضية القضايا ،اذ هي متصلة بقضية التوحيد ،لم يكونوا يتجزونها الى القضايا العامة البعض منهم فقط من ذوي الجذور الاخوانية كلن يتحدث في ذلك. غير أن هؤلاء ما كان يسمح لهم بأي مواقع قيادية داخل الجماعة ،لم تكن هناك مساجد امام الشباب الا مساجد أنصار السنة ومسجد الجمعية الشرعية. كان منهجهم في الدعوة غير متناسب مع طبيعتي وتركيبتي النفسية والعقلية ،فأنا كنت متشبع بفكر الإخوان وأرى في دعوتهم السبيل الصحيح الذي يمكن أن يحقق في النهاية للخلافة الراشدة التي نرجوها".
كان الشيء الملفت للنظر كثرة أعداد طالبة كلية الطب المنضمين الى جماعة الإخوان ،فقد ذكر الدكتور جهاد عودة استاذ العلوم السياسية عن احد إعضاء التنظيم محمود عزت فقال "ولد محمود عزت فى 13 أغسطس عام 1944، يبلغ من العمر 69 عاما،  وجه زجاجى ،حاد القسمات. تزوج والده على أمه فى عام 1948 ، ومن ثم طرد أمه وأخواته إلى جده  بحى السكاكينى بالعباسية، وكان الجد ذو الملامح الحادة مشوش دينيا ،وعاش الفتى هناك بلا أب وإنما فى أحضان جده العنيف، وعمل على اخفاء  ذلك كله داخل عباءة التصورات الدينية الإسلاميه المتشدده.
 فى عام 1960 أشترى والده منزلا بأحد أحياء مصر الجديدة وطالب بعودة زوجته الأولى ومعها الأولاد ليكونوا تحت رعايته بعد رفض الجد الانفاق عليهم ،  وبالفعل ذهبت الزوجة ومعها الإبن محمود عزت الذى كان رافضا بشدة سلوك والده، ومن ثم كان يتردد على منزل جده تارة ووالدته أخرى، ولما رسب فى إمتحان الثانوية العامة(التوجيهية سابقا)، وافق جده على العودة إلى منزله. بعد حصوله على الثانوية العامة فى عام 1960/1961 وهو بمنزل جده إلتحق بكلية الطب، وهناك إلتقى بآخرين من أعضاء جماعة الاخوان المحظورة .
 وفى عام 1962 إلتقى بشاب يدعى مروان حديد ،سوري الجنسية  من مدينة حلب.  كان ذلك الشاب السورى منضما للتنظيم السرى الجهادى للإخوان المسلمين(الجناح العسكرى) ، وكان من مهام عمله الرئيسه تشكيل خلية إخوانية جهادية ( أحد فروع ميليشيا الإخوان) .  وبالفعل نجح السورى فى تشكيل تنظيم عصابى يتكون من خمسة وأربعين (45) شخصا معظمهم من طلبة الجامعة من كليات مختلفة على رأسها الطب والهندسة .. وكانت كتب حسن البنا وسيد قطب هى بداية جذب الطلبة إليه، مع مصاريف جيب تعين الاعضاء على التقارب والإهتمام بمقتضيات التنظيم السرى القتالى.  وهكذا استطاع مروان حديد السورى تكوين خلية قوية متجانسة أطلق عليها : (خلية مصر الجديدة). وقبل أن يغادر السورى مروان حديد مصر إلى بلاده سوريا ، قام بتسليم الخلية إلى رئيسه فى التنظيم الإخوانى الشيخ عبد الفتاح اسماعيل ، وهو تاجر الغلال الدمياطى من محافظة دمياط  عام 1965.
أن أعضاء جماعة الاخوان كان معظمهم من شباب الجامعات وتحديدا كليات الطب والهندسة والعلوم، وهنا نذكر الدور الهام الذى لعبه محمود عزت طالب كلية طب القصر العينى فى هذه المؤامرة، وكان طلبة كليات الهندسة والعلوم مزودين بأدوات نسف المصانع والكبارى والطرق الرئيسية مما لديهم من خبرة في التعامل مع هذه الاشياء".
من المفارقة بأن يعود التيار الديني داخل الجامعات مره أخرى بعد تولى السادات رئاسة مصر  في نفس ذات الوقت الذي يدخل في عبد المنعم أبو الفتوح كلية الطب لينشىء بداخلها "الجماعة الاسلامية" فيقول الدكتور أبو الفتوح في مذكراته "في العام الذي مات  فيه عبد الناصر ،كان التحاقي بالجامعة فاكنت قد حصلت على مجموع كبير في الشهادة الثانوية ،وكانت رغبة والدي أن أصبح طبيباً فالتحقت بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة وأتذكر وقتها أنها كانت تخلو من أي نشاط إسلامي".
فقد لاحظ أبو الفتوح منذ دخوله الجامعة أن مجلات الحائط تنتقد الإسلام وتخوض فبه بجرأه وأن الطلاب لا يرتدون مسجد الكلية. فقد كان الدكتور محمد عبد المنعم أبو الفضل هو الأب الروحي للجماعة الاسلامية الناشئة في كلية طب بقيادة أبو الفتوح ،فقد كان الدكتور أبو الفضل مشهور بنشاطة الإسلامي فقد كان عضو في جماعة الإخوان ،فقد كان يستغل المناسبات الدينية في إقامة محاضرات ويقوم بدعوة عدد من الدعاه للحديث فيها ،وكان اذا رأي أقبال الطلاب ضعيفاً يحشد طالبات مدرسة التمريض فيها لملء المدرجات وأقام لجنة التوعية الدينة وكانت هي نواة بداية انتشار الجماعة الاسلامية داخل كلية الطب للتخطى الى خارجه . ومن هذا التوقيت وصل النشاط الديني داخل كلية الطب مداه فقد حصل على انتخابات اتحاد الطلبة وسيطر على الانشطة بداخلها ،وأصبحت الجماعة الاسلامية شيء يورث داخل كلية طب يسلمها جيل الى الأخر ،فعند تخرج أبو الفتوح من الكلية سلم قيادة الجماعة الى حلمي الجزار .
واتجه أبو الفتوح الى جماعة الإخوان بكل من تخرج معه ،بل قام بضم الجماعة الإسلامية الى جماعة الإخوان بعد أن عقد عددة جلسات مع المرشد عمرو التلميساني ،والذي قال لابو الفتوح "أنت أمل إحياء جماعة الإخوان مره أخرى". فقد كانت تضم الجماعة الإسلامية في هذا التوقيت أغلب قيادات الجماعة في الوقت الحالي فقد كان منهم "عصام العريان و حلمي الجزار  وإبراهيم الزعفراني وحامد الدفراوي". واعتبر أنضم آلاف الشباب من الجماعة الإسلامية للإخوان فضخوا دماء جديدة فيها بعدما ظلت مجمدة طوال الفترة من منتصف الستينات وحتي منتصف السبعينات نتيجة الاعتقالات الجائرة والملاحقات المتكررة.
ويفسر ذلك الدكتور محمد المنسي قنديل الدكتور والروائي "هذه مفارقه غريبة فعلاً أن يكون قوام الإخوان من هندسة وطب، فالإخوان طلبة متفوقين ويبدوا أن التنظيم له دور في هذه المسألة فالإخوان هم من يجيدون ستقبال الطلبة في الكليات وخصوصاً الطلبة القادمة من الأرياف، فكلية الطب والهندسة في ظاهراها كليات مجانيه ولكنها كليات مكلفة جداً، فهنا يظهر دور الإخوان في تقديم المساعدات من أداوات ودروس وكتب ومذكرات ومساعدات مادية واعانات شهرية ،فاذا تكلمت عن كلية الطب فهي كلية فوق طاقة الفقراء ،ويكون الفارق الإقتصادي بين الطلاب متفاوت جداً فيتدخل الإخوان بتقديم مساعدات من ملابس واشياء تساعد هؤلاء الطلاب لكي يحدث تقارب بين هؤلاء الطلبة و الإخوان داخل كلية الطب".
ويضيف ايضاً دكتور المنسي قنديل "بالإضافة الى أن كلية الطب تعتمد بشكل كبير على الحفظ وصم أجزاء كبيره من المناهج وغير مسموح لك طرح سؤال أو استفسار عن اشياء في المنهج ،فكل ما عليك هو الحفظ وتفريغ ذلك في ورقة الامتحان ،وهذا يتفق مع عقيدة الإخوان في مبدأ السمع والطاعة ،ويجعل الطلبة في حالة وافق مع الإخوان لذلك هم ينجحوا في الحشد والتنظيم ،نظراً للتربية والمواد التي خضعوا لها إثناء العملية التعليمية.
ضف على ذلك أن الإخوان لم تجند أي أشخاص وتعتليهم المراكز والقيادة فهم دائماً يبحثون عن الوجاها والتفوق ،لذلك هم قريبين دائماً من أوائل الطلبة ويسعوا الى تجنيدهم ومساعدتهم في الدراسة والتعين. ثم يبداوا بأخد النقابات فالنقابات يوجد بها الالف من الملتحقين ولكنهم غير منتظيمن ،عكس الإخواني داخل النقابة فهو مهتم ويتقدم الى الانتخابات ،فتشحد له الإخوان من الارياف و كل المدن في الانتخابات من أجل الفوز ،وكان الأمن يضيق عليهم الحصار في انقابات مما جعل لديهم خبرة في التعامل مع الإنتخابات بكل صورها".
لا يختلف حال كلية الهندسة عن كلية طب كثيراً فما يحدث بداخلها هو ما يحدث داخل كلية الهندسة كما وصفها الدكتور المنسي قنديل في كلامه ،فأنا أتذكر من تجربتي في دراسة الهندسة ما كانت تفعله أسرة الشروق التابعة الإخوان من تقديم مساعدات من توفير ملازم وملخصات و أدوات معملية ،وأدوات للورش لجميع الطلبة ،بل إحياناً كان يطلب منا المعيد داخل المعامل أن نكمل باقي ادواتنا من أسرة الشروق لانها الإفضل والأرخص ،اضف الى ذلك ان جميع المعيدين التي أحتككت بهم طوال فترة دراستي في الجامعة الى أن تخرجت وظللت على صله بيهم كانوا جيمعاً تابعين للتيار الإخواني ،وقد لاحظت عليهم أن أغلبهم كان قادماً من الريف وجميعهم من المتفوقين دراسياً ،فالواضح لنا أن التنظيم يستهدف أوائل الطلبة ويعمل عليهم من اجل إعادهم ككوادر للجماعة في المستقبل ،فقد قال لي أحمد البان الباحث في شئون الجمعات "أن التنظيم يستهدف أوائل الطلبة والمتفوقين دراسياً ومن الطبيعي أن يكونوا هؤلاء موجدين داخل كلية الطب والهندسة".
تربية ونشأة الإخوان وعقيدتهم تجعلهم يميلون الى الحفظ والعمل الأداري طوال الوقت ،فالدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لم يمارس الطب إطلاقاً ولكنه فضل العمل الاداري فقد كان نقيب أطباء العرب ولجنة الاغاثة ،فالا أحد حتى الآن يعرف ما هو تخصص الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في الطب ؟!. فقد بحثت عنه طويلاً من قال لي أنه دكتور أمراض نساء ،ومن قال لي باطني ومن قال لي جراحة عامة ،لا أحد يعلم ما هو تخصص أبو الفتوح في الطب!.
وكذلك في الهندسة أتذكر الدكتور السيد شهاب القيادي في جماعة الإخوان وعميد كلية هندسة حلوان، كان يعطي في الكلية مادة إدارة المشروعات فقط وهي مادة نظرية تعتمد على الحفظ فقط وترك التدريس عندما تولى عمادة الكلية ،وفي إعتقادي اتجاه الإخوان الى كلية الهندسة من أجل السيطرة على الادارة والنقابات ومساعدة في أعمالهم ،فقد كان لدى رجل الإعمال حسن مالك هوس بهندسة الكمبيوتر مما جعله يدخل أربعة من أبناءه الجامعة البريطانية لدرسة هندسة الكمبيوتر.
وأذا ذكرت الهندسة لابد أن تذكر الرجل الحديدي في التنظيم خيرت الشاطر والذي تنقل بين كليات الهندسة فقد أنتقل من هندسة المنصورة الى هندسة الاسكندرية وقد ظهر في هذا التوقيت في جامعة الإسكندرية عام 1971ما يسمي ” الجماعة الدينية ” التي كان نواة تكوينها المهندس سمير أبوالنصر  والمهندس خالد داود من الإسكندرية وعادل مأمون ومحمد جمعة ومحمد أبوالناس من المنصورة لطلاب مغتربين.
فقد ذكر المهندس هيثم أبو خليل عن استغلال خيرت الشاطر لنقابة المهندسين قائلاً " بدأت سيطرة الإخوان علي النقابات المهنية فأسسا شركة سلسبيل لتنظيم المعارض وأستطاع الشاطر في الترويج لشركته الجيدة و الإستحواذ علي معارض السلع المعمرة الخاصة بالنقابات وخاصة نقابة المهندسين بعدما تم أزاحة منظم هذه المعارض وقتها المهندس هشام الحداد صاحب الشركة العربية لتنظيم المعارض والشقيق الأصغر للمهندس مدحت الحداد رئيس المكتب الإداري الحالي لإخوان الإسكندرية . وأعتبرت معارض سلع المعمرة في عام 1991 لشركة سلسبيل هي نقطة انطلاق للشاطر ومالك حيث خرج منها بأرباح تجاوزت عدة ملايين بأسعار هذه الأيام نتيجة لنسبة المرابحة العالية في هذه المعارض ، وقام بتأجير نادي المهندسين بأبوالفد امن نقابة المهندسين لمدة 10 سنوات ( وهي فترة كبيرة للغاية لمتعهد في نقابة )".
وهذا كان الطريق الذي يبدأه طالب القرى والإرياف من كتاتيب القرية الى مكتب الارشاد جماعة الإخوان.

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الثورة التي أكفر بها احياناً.



يتسأل وينستون بطل رواية 1984 "هل كانت الحياة قبل الثورة أفضل مما عليه الآن ؟. " هذا السؤال الذي يشغل بال أغلب المصرين هل كان الوضع قبل الثورة وفي فترة مبارك أفضل ،ما نعيشه الآن ؟. أنا شخصياً أصبحت غير قادر على الاجابة على هذا السؤال فأحياناً كثيرة أشتاق الى حياتي قبل الثورة وأتمنى أن تعود مره أخرى ،رغم أن حياتي قبل الثورة لم تكن حياة شخص مهم أكتر من انها حياة شاب تافة يتسكع طوال فترة الصيف بين دور السينما من أجل مشاهدة جميع الأفلام قبل بدأ الدراسة مره اخرى ، حتى عندما انتهبت من الدراسة لم يتغير شيء .
 لقد أشتقت الى السينما فقد وصل الحال قبل الثورة أن يكون في دور العرض اكثر من 20 فيلم تقريباً ،وكم هائل من البومات الغنائية ،عكس ما يحدث الان فقد استولى السبكي وعبده موته على جميع السينما ،واستولت الاغاني الوطنية الرقيقة على سوق الكاسيت. كانت متابعة أخبار الفنانين في هذه الفترة أهم بكثير من متابعة زيارات مبارك الخارجية والداخلية ، كانت معرفة تفاصيل خناقة تامر حسني وعمرو دياب أهم بكثير من معرفة الخلاف بين جورج بوش ومبارك و لماذا قابل بوش مبارك بدون أرتداء الكرافت؟!.كان من الممكن أن تخسر صديق لك بسبب تامر أو عمرو ،ولكن لم يختلف الوضع عن ما يحدث الان ،فقد أصبحت الخناقات الان بين اغنية "تسلم الايادي" و"أغنية ثورة دي ولا إنقلاب".
كانت السياسية شيء هامشي في جلسات الاصدقاء و البيوت ونتائج الانتخابات غير مهمه ،فكانت مناقشة نتائج تصويت برنامج ستار أكاديمي و فوز محمد قماح المصري أم شذى حسون من العراق  بلقب ستار اكاديمي ،أهم بكثير من متابعة نتائج انتخابات البرلمان وكم كرسي حصدته الاخوان والمعارضة ؟.
انقلب الحال الآن أصبحت السياسية هي الشيء الاساسي في كل التجمعات سواء في القهوة أو في الميكروباص و المترو واحيانا في الحمام الصبح مع نفسي متسألاً "هل في اشتباكات النهارده في حته ولا الدنيا أمان وهلاقي مواصلات ؟." أصبح الكل خبير استراتيجي وفقيه دستوري ، يتحدث عن ما يحدث في البلاد على انه أهم عالم ببواطن الأمور ويعلم ما يدور في نفس أوباما من سوء اتجاه مصر ، أختفت الكورة من الملاعب ، بل حلت السياسية في المدرجات و انتهى الأمر بالدماء لكي تقضي على الكورة في مصر نهائي ، فقد أصبحت القهوى تملى في الماتشات الاجنبية نتيجة التعطش الى مشاهدة كورة مره أخرى.
شاهدت منذ شهر مجموعة من الاطفال تلعب في الشارع لعبة "سيسي ومرسي" وهي زي لعبة "عسكر وحرامية" اللي كنا بنلعبها زمان ،فقد دمرت السياسة طفولتهم ، أتذكر أخي الذي استغنى منذ الثورة عن جميع أغاني حماقي واليسا وكل المطربين ،ليسمع بدل منها اسكندريلا وشعر الابنودي وجمال بخيت وأمل دنقل. حتى في اختيارات الكلية قرر دخول كلية علوم سياسية بدل من هندسة أو حاسبات أو تجارة ،فقد كنت اتسأل هل يدخل هذه الكلية بدافع المرحلة التي نعيشها أم بدافع أنه يريد أن يكون استاذ في العلوم السياسية ،وهل لو جاء تنسيقة في 2010 بدلاً من 2013 كان سيختار نفس الكلية ؟.
حتى الفيسبوك الذي هو مكان للسهوكة وتضيع الوقت ، أصبح موقعة للمعارك السياسية ، اصبح تشير فديوهات المظاهرات والتعذيب يفوق عدد المرات التي تم فيها تشير فيديو كليب هيفاء وهبي الجديد بمراحل ، حتى قناة مزيكا وميلودي القنوات التي ضيعت فترة مراهقتي كلها في مشاهدة كلبات روبي وهيفاء و مريا وبوسي سمير  ونجلاء بتاعة الحصان ،وحلت مكانها قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي واحياناً السي أن أن.
تنتابني حالة من القيىء وأنا أسير في الشوارع وأرى الشخبطة اللي على كل الحيطان من نوعية "أرحل" ، "خاين" ، "ثورة" ، "إنقلاب" ، "بتنجان" ، "مبروك الدهان الجديد" ،واتمنى في سري أن يصدر قرار بقطع أيد كل من يكتب على الحيطة بداية من مدرسين المراكز الخصوصية بتاعة "العسكري للتاريخ" ،نهاية بـ "اللي يحب مصر ميخربش مصر" .حالة أخرى من القيىء ووجع البطن كانت تأتي عندما أرى مرسي يخطب أو ياسر برهامي على التليفزيون أو عبود الزمر بيحتقل بنصر أكتوبر وهو الذي قتل الرجل الذي حقق الانتصار.
فقد اصبحنا نعيش في حالة من التلكيك على بعض و كل واحد يتهم الأخر بأنت فلول وثوري وكنباوي واخواني وسلفي وجهادي ،وهناك أناس أخرى كلت عيش كتير على قفة الثورة من أغاني وفيديوهات وخبراء استراتيجين واقتصادين ،فقد تحولت لقنوات الترفيه الى قنوات سياسية ،وأصبح الماتش الذي كان يستغرق 90 دقيقية ويحلله كابتن مدحت شلبي في 3 أيام ، هو نفسه الماتش ولكن يكون خطاب أو تصريح أو قانون يقال في دقيقتين ولكنه يحلل في 40 يوم ، فقد أصبح برنامج مساء الانوار يذاع يومياً على جميع القنوات . وأصبح كل من لديه وقت فراغ وكان يسير وقت الحظر تحت قناة تليفزيونيه أن يحل ضيفاً عليها ويطرش علينا أفكاره الجهبزيه في الخروج من الازمة السياسية والعودة الى ماريا العب العب العب اه يا سيدي.
أصبح كل من يتجول في الشارع ويسير من ميدان عبد المنعم رياض الى التحرير ثائر ،ومن يسير من مكرم عبيد لرابعة بطل قومي ، وأصبح أهل تويت عباقرة الزمان وهم من يضعون سياسة البلد عن طريقة تويتاية لا تتعدى 140 حرف ،وعلى المتابعين أن يضعوا لسنهم جوا بقهم ويرضوا بما يهري به هؤلاء.
كل هذا الكره الذي أحمله يتلاشى في ثواني عندما أشهد مشهد من فيلم "بنتين من مصر " أو اتذكر ما كان يحدث في البلد من جميع المشاهد ، أذا كنت وصلت الى هذه الحاله استرجع بعض مما كان يحدث قبل 25 ،وسأل نفسك سؤال ونيستون هل كانت الحياة قبل الثورة أفضل ؟!.

الأحد، 7 يوليو 2013

عبد الجليل الشرنوبي : الإخوان ترى خطابات الرئيس مرسي غاية الابداع من رب العباد.




مؤلف و سيناريست و كاتب صحفي وشاعر ، ومنسق عام جبهة الإبداع المصري،وسكرتير عام ائتلاف فناني الثورة، ورئيس موقع إخوان أون لاين سابقاً ، ومنشق عن جماعة الإخوان بعد ثورة 25 ينايرتحديداً في 29مايو 2011.
فقد كان يرأس أهم منفذ إعلامي لدى جماعة الإخوان المسلمين قبل الثورة وبعدها فهو القناة الرسمية الوحيدة التي تعبر عنهم وهو موقع "إخوان أون لاين"، كان قد أنتقد القيادي عصام العريان تغطية موقع "أخوان أون لاين" في جمعة الغضب الثانية و اتهامها بالسيئة و البعيدة عن المهنية، مما دفع عبد الجليل الشرنوبي الى تقديم استقالاته من الموقع و الجماعة ، ليطل علينا ليكشف أسرار الحملة الشرسة التي يقودها جماعة الإخوان المسلمين على الاعلام،و دور حازم صلاح أبو إسماعيل في التنظيم.
كيف ترى تعامل الإخوان مع الاعلام ؟
علاقة الإخوان مع الاعلام حالياً لا تختلف عن علاقته بالاعلام قبل الثورة، لان الاعلام في نظر الاخوان هو أحد الادوات الخادمة للتنظيم، فالذلك عندما انتقل من ضيق الحال الى رحابة الحكم،فهو غير قادر على رؤية دور الاعلام الحقيقي كوسيلة نقد و سخرية و توجيه،و هذاسبب انزعاج للإخوان من الاعلام، لانه طوال الوقت يعتبر الاعلام خادم على أهدافه و أفكاره، ولذلك عندما كانت تحاول الإخوان الوصول الى الاعلامين قبل الثورة ليس إيماناً بدور الاعلامين ولكن لاستخدامهم في أهدافهم و التعبير عنهم و نقل افكارهم للناس.
لماذا جاءت الإخوان بصلاح عبد المقصود وزير للاعلام؟
لانه عاش عمره داخل الجماعة, وهو رجل الاعلام الطيب الذي يفعل ما يراه التنظيم، فهو يختلف مع التنظيم احياناً و لكنها خلافات مادية، و لكنه في النهاية عمل مركز اعلامي و أصبح وكيل نقابة الصحفين و شخص مطيع يسمع الكلام، وبالتالي كل منتجاته الاعلامية هي الاصدارات والنشرات الشهرية الخاصة بالجماعة.
لماذا يحارب الإخوان الاعلامين و القنوات الذين يظهرون ضيوف معهم؟
الإخوان غير معادية لهذه القنوات، لكنهم يروا أن هذه القنوات يجب تروضها، لان في اعتقادهم أنه لا يوجد اعلام مخالف، و أن الاعلام اذا تضاد مع فكر التنظيم أصبح اعلام ضد الاسلام و اعلام كافر ، فهم يحاولون التجاوز عن السلبيات التي تحدث في الاعلام، بأنهم يحتوا الادارات المختلفه للقنوات و استطاعوا أن يفعلوا ذالك.
ما القنوات التي استطاعت الاخوان السيطرة عليها؟
 فخلال الفترة الماضية التليفزيون المصري بأكمله خاضع لمعاير  و ظوابط صلاح عبد المقصود لكي يتحرك في ضوئها، و لكي يتحول التليفزيون المصري الى مركز الاعلام العربي المملوك لصلاح عبد المقصود الذي يخدم على اقسام الجماعة،و هناك قنوات خاصة بدأت أن تتحرك في هذا الاتجاه مثل المحور،وقناة صدى البلد قللت سقف النقد الشديد للإخوان،و بناءً عليه أصبحالاعلامي المطيع الذي يسمع الكلام و ينفذ ما يطلب منه يبقى كما هو، اما الذي يقرر أن يعمل فيها اعلامي هيكون مصيره أنه يحاصر اعلامياً وادارياً و هتفتح له كل ملفاته و في النهاية سيكون مصيره الخروج من جنة الحياة الاعلامية.
كيف ترى حازم صلاح أبو إسماعيل؟
عندما نقيم حازم صلاح أبو إسماعيل بأنه ليس من الإخوان نصبح كمن يدفن رأسه في الرمل، لا يمكن التعامل مع حازم صلاح المحامي بعيداً عن حازم صلاح الإخواني أحد اعضاء شعبة الدقي و مرشح الإخوان في انتخابات البرلمان في الدائرة التي كان ينزل فيها مؤمون الهضيبي، و ابن القيادي الإخواني صلاح أبو إسماعيل أحد الرعيل الأول للجماعة، والوجه الإخواني في الانتخابات البرلمانية، و لا يصلح أن نفصل حازم صلاح أبو إسماعيل الحالي و حازمون عن الإخوان، بالاضافة أن التنظيم لا يفصل أحداً، فالتنظيم يتعمال مع حازم صلاح أبو اسماعيل و يقيم فعله، و يعتبره التنظيم أحد الادوات التي يتحرك بها على الأرض.
ما هو دور حازم صلاح أبو إسماعيل في التنظيم؟
عندما حاصر حازم صلاح المحكمة الدستورية، كان الحصار من انصار حازم صلاح أبو إسماعيل شكلاً، لكن الإخوان كانوا متواجدين بتكليف، فالإخوان تتحرك بنفسها و مع من يقررون أن يدخلوا معاها في تحالف مثل الجماعات الاسلامية، فهناك خطة تتحرك بها و أزرع تنفذ هذه الخطة، فعندما يستدعي الامر بعض من القوى فيكون دور حازم صلاح أبو إسماعيل.
ما مهمة حازم صلاح أبو إسماعيل في المشهد السياسي؟
يقول أنه ليس إخواني و أن انه من التيار السلفي، لكن هو مهمته من الدرجة الأولى تفتيت الكتل السلفية في مواجهة الكتل الاخوانية، فيظهر حازم بحازمون ثم يذهب لحزب النور ثم يخرج من حزب النور ومعه مجموعه لتكوين حزب جديد، ثم يتركهم يشكلون حزب و يذهب ليشكل حزب ثالث، لكي يفضل لدينا حزب كبير واحدهو حزب الاغلبية، اسمه حزب الحرية والعدالة.
ما الخطاب الاعلامي الذي تريد أن توجه جماعة الإخوان لعامة الشعب؟
الجماعة ترى انها وصلت للحكم مفاجأه، فليس لديها الوجوه التي تطرحها، فالذلك تغير أكثر من مره و تجرب من أجل الوصول لوجه يحسن القرارات و يشعر الناس بحالة تبني للقرارات التي يأخذها التنظيم،ولان كل المتحدثين مهما بلغت براعتهم في الادلاء بتصريحات،يقفوا عاجزين امامتصرفات الجماعة التي تتناقد تماماً مع تصرفاتها في السابق،ولكنه حريص طول الوقت على تأكيد انه صاحب المشروع الاسلامي، و يعطيك خطاب عام شامل مرتبط بالدين ارتباط وثيق فيه كليات وعموميات،وليس فيه جزئيات او تفاصيل، من أجل كسب تعاطف كل من يقول أشهد أن لا اله الا الله و أن محمد رسول الله.
هل حققت الجماعة ما كانت تريده من الاعلام في قناة مصر 25؟
ليس لديها رؤية تحققها في قناة مصر 25 او غيرها، فالاعلام بالنسبه لها هو أحد الاداوات التي تستخدمها في ضخ أفكاره، فالناس عندما تشاهد قناة مصر 25 تقول انها قناة سقيمة، ولكن عندما يرى الإخوان قناة مصر 25 يجلسون امامها منبهرين، فالتنظيم لديه مكنه لتربية العقول و إخراجها عقل واحد كما يراها التنظيم، فتجدهم يحملون نفس السيمات و نفس طريقة الكلام و نفس المصطلحات ونفس الابتسامة البارده التي يلتقون بها، فهو يرى أن ما يفعله في مصر 25 هو النموذج الذي تم صبه في العقل التنظيمي.
كيف ترى تصريحات أحمد عارف المتحدث باسم الاخوان عندما قال " المتظاهرين عند المقطم كان معاهم تعابين وأفاعى وبيعمله شغل سحرة"؟
التنظيم والقيادة داخل الإخوان في مأزق، لانهناك احتجاجات تحتيه في الصف كثيره، و الإخوان بدأوا يواجهوا بالعوار الموجود في القيادة بين الناس وغير قادرين على الرد، وبدأ الصف يسأل القيادة عن ماذا يفعلون؟, و بعد موقعة الاتحادية الإخوان كقاعده بدأت تشعر أن هناك شيء خطأ، اكملها موقعة المقطم، فالإخوان لاول مره ترى ابن مسئول إخواني وسط القاهرة بيقول كلام أبيح على الهواء و هو صهيب محمد أمام،فالذلك الإخوان تحتاج الى تبريرات أكبر من المنطقية و فوق الواقع، مثل موضوع خطف الرئيس, و لا يوجد لديها مشكلة أن تخرج وتقول انه ظهر كائنات فضائية جديدة مع المتظاهرين.
ما معايير اختيار من يتحدث باسم جماعة الاخوان؟
المعيار الأول و الاخير في اختيار القيادات داخل التنظيم مرتبط بعلاقته بخيرت الشاطر و ولاءه له, فلا تستغرب عندما ترى المتحدث الرسمي للجماعة محمود غزلان هو أخو مرات خيرت الشاطر,فلا تستعجب عندما ترى سكرتير الرئيس أحمد عبد الحافظ هو شريك خيرت الشاطر، فهي دائرة علاقات واحده تديرها عقلية واحده،والمعيار الوحيد في اختيار الكفاءه فيه هو مدى علاقته بخيرت الشاطر و ثقته فيه, فلا يوجد مسئول مكتب أداري واحد أو أحد المتنفذين في صانعة القرار داخل الجماعة غير مرضي عنه من خيرت الشاطر .
ولكن الثورة قامت ضد التوريث وفي حديثك ذكرت أبناء قادة و أقاريب يشغلون مناصب في الحكم و الادارة, فما تعليقك؟.
ليس لدينا ثورة حقيقية قامت في مصر، ولا نظام سقط، لكن لدينا نظام سانده نظام و تحولت اللعبة بينهم، فكان النظام يعتمد لعبة القط والفار، فالحزب الوطني هو القط و الإخوان هم الفار، فكل ما حدث بعد الثورة أن تحولت الإخوان الى القط، و أصبح الحزب الوطني هو الفار.
لماذا يضع الإخوان انفسهم في مقارنات مع نظام مبارك؟
الفكرة اننا لم نتخلص من توريث جمال مبارك، فقد حصل ورث في نظام الحكم بطريقةما لجزء رئيسي من المنطومة التي تحكم وهي الإخوان، فلا تستغرب عندما ترى الأمن المركزي يتعامل بعنف مع المتظاهرين و الإخوان مبسوطين، لانهم يروا أن هذا جزء من دوره الذي كان يقوم به أيام مبارك، لا تستعجب عندما ترى الإخوان مندهشين من موظفين التليفزيون الرسمي للدولة يطالبون بمساحات حرية أعلى، لانهم لم يطالبوا بها أيام مبارك، لا تسعجب عندما ترى الإخوان غاضبين من انتقاد الرئيس و يقولوا أنتم كنتم تقدروا تعملوا كده أيام مبارك, كل ده لانه ببساطة شديدة لم يروا أن هناك ثورة حقيقية قامت في مصر،فكل ما حدث أن مبارك رحل و جلس الإخوان مكانه.
من يكتب خطابات الرئيس مرسي؟
الجماعة تراجع كل حاجة، والرئيس احاط نفسه بدائره فيها كل رجال خيرت الشاطر, بحيث لا يحدث شيء داخل القصر الرئاسي لا يكون عند خيرت الشاطر خبر به،فالدي معلومة أن قيادات الإخوان في مدينة نصر و القاهرة الجديدة كانوا حاضرين في بيت الدكتور مرسي و هو يطبع خطاب مولد النبي و يراجعون له ما سيقوله في الخطاب، فهذه هي العقلية التي تنتج لنا الخطابات.
لماذا يظهر الرئيس مرسي بشكل غير لائق و يرتجل في خطاباته؟
الدكتور محمد مرسي من أهم سماته الشخصية انه يعشق الكلام و بيحب يتكلم براحته، فهو غير قادر على أن يفرقك بأن الشعب المصري ليسوا اعضاء القسم السياسي في جماعة الإخوان المسلمين الذي كان يحاضر فيهم بالثلاث ساعات و كانوا بيناموا قدامه و ليس لديه مشكلة، ليس قادر على أن يفرق بين انه تحول من مسئول عن القسم السياسي في الجماعة، لمسؤل ملف الرئاسة في الجماعة.
كيف ترى الإخوان خطابات و أداء الدكتور مرسي؟
تراه انه قمة الأبداع و أن المشكلة فينا كشعب واننا غير قادرين على استيعاب الخطابات العبقرية اللي بيقولها دكتور مرسي، فالإخوان تراها غاية الابداع من رب العباد، و تستطيع أن ترى ذلك في تعليقات الإخوان على الفيس بوك و هم يقولون ما شاء الله كان الرئيس موافقاً،في المقابل الناس في الشارع بتضحك أو عايزه تلطم أو تشق الجيوب و تحتسي التراب من كلامه, فانطباعات المصاطب الإخوانية هي الانطباعات المسيطرة على خطابات الرئيس فلا أحد ينتقد و لا أحد يتكلم.
الى أين يقود خيرت الشاطر الجماعة؟
يقودها مباشراً الى مسواها الأخير , لانه أدخل الجماعة في خصوم كثيرة، فقد نجح خيرت الشاطر فيما لم ينجح فيه عبد الناصر و السادات و مبارك، و هو أن يجعل الشعب في مواجة الجماعة، لقد استعدى خيرت الشاطر جموع الناس على الجماعة،فبغض النظر استمر مرسي في الحكم و هذا ما لا اعتقده، أو لم يستمر في النهاية، فالجماعة ستكون في مواجهة الشارع مباشراً.
فهم يعلمون جيداً و خيرت الشاطر يعلم أن التراجع في هذه اللحظة الراهنة أن تعلق رقباتهم على المشانق، لذلك فالدلكتور مرسي و تنظيمة في مرحلة ممكن أن نطلق عليها لا تراجع و لا استسلام.
متى بدأ ظهور خيرت الشاطر  وبروزه في جماعة الاخوان؟
بدأ ظهوره على مستوى القيادة في نهاية السبعينيات، عندما كان واحد من العناصر التي كلفتها الجماعة بأختراق الجماعة الاسلامية الطلابية التي كان يترأسها عبد المنعم أبو الفتوح و كان هدفه هو أختراق الحركة و سحب اعضاءها الى حظيرة الجماعة، و عندما لم يستطيع فعل ذلك، تدخل عمر التلمساني بنفسه و أحضر عبد المنعم أبو الفتوح هو رجاله الى الجماعة، وهذا هو أصل الخلاف بين أبو الفتوح و خيرت الشاطر، فقد لقى خيرت الشاطر نفسه وهو رجل التنظيم الوفي لم يصبح عضو مكتب ارشاد بينما أصبح أبو الفتوح عضو مكتب ارشاد.
ماذا فعل خيرت الشاطر لجماعة الاخوان منذ ان اسند اليه المرشد محمد بديع يوم 17 مارس ملف تطوير الجماعة؟
لم يفعل شيئاً إطلاقاً. و لن يفعل، وملف تطوير الجماعة ظهر عندما بدأت دعوات شباب الإخوان انها تعمل على تطوير الجماعة و تقدموا برؤى و أقترحات،و كان الدكتور محمد مرسي عضو مكتب ارشاد و أنا رئيس تحرير الموقع و كلمني يوم الخميس و هذا يوم لا يجتمع فيه مكتب الارشاد و قال لي "نزلنا الخبر ده بسرعة كلف الدكتور محمد بديع مرشد الإخوان المهندس خيرت الشاطر بملف تطوير الجماعة". فقد حصل خيرت الشاطر  رسمياً بقرار من مكتب الارشاد على مفتاح قادر أن يفتح له كل أبواب التنظيم و يبقى له حق الاطلاع و سؤال.
كيف ترى تصرفات محمد البلتاجي و حلمي الجزار في الفترة الأخيرة؟
هناك أشخاص داخل الجماعة وجدت انها في خارج الجماعة لا تستطيع أن تفعل شيئاً، ولن تكون موجوده الساحة،فقد حصل اتفاق بين التنظيم و بين هؤلاء الاشخاص مثل محمد البلتاجي و جمال حشمت و حلمي الجزار على عدم ترك الجماعة،لان كل هؤلاء كانت وشوش أصلاحيه بالدرجة الأولى، بعد الثورة قررت أن تبقى في كنف التنظيم حتى تحصد بعض المكاسب من الجنة الموعوده.
ما رأيك في قضاية ازدراء الاديان و تهمة اهانة الرئيس التي تواجه للاعلامين و بعض النشطاء؟
لا اعتقد انه القضية التي يريد ان يحاكم بها الإخوان الاعلامين، و لكنها جزء من مسلسل الالهاء، حتى يلاقي الاعلام ماده ينشغلون بها، فيتحدث الاعلام عن قضية باسم يوسف في المقابل الجماعة تنجز مشروع الصكوك و الانتخابات، فيعطي الجماعة للاعلام قضية في العموم "ياكل بيها عيش" و تكون ليست قضية حقيقية بقدر انها شو اعلامي يختبىء تحته اشياء أخرى.
لماذا تشابة مؤتمر الجماعة بعد أحداث المقطم مع مؤتمرات المجلس العسكري وقت احداث محمد محمود و ماسبيرو الى اخر الاحداث؟
عندما تصبح طريقة التعليق على الأحداث وحده، تؤدي في النهاية الى اننا نقول أن من يحكم مصر من يوم 12 فبراير 2011 الى اليوم هو شخص واحد هي نفس الادارة بنفس العقلية لم تتغير، كل ما تغير أن بجانب عسكري الأمن المركزي أصبح بجانبه أخواني أو سلفي أو جهادي يحمي الشرعية والشريعه.
لماذا يستخدم الاخوان الايات القرأنية و الاحاديث النبوية لحشد افرادهم؟
لان الاساس في هذه المسأله تفصيل الشرع لكل قضية بحيث اننا نفصل شرعياً لفصل عبد المنعم أبو الفتوح لانه خالف قرارات الجماعة، وبعدها نفصل شرعياً لانتخابات الرئاسة لانها هي الاصح و الأفضل للجماعة، و نفصل شرعياً لقانون الصكوك يتم الموافقة عليه دون العرض على الأزهر، فطول الوقت هناك حالة من حالات الامتهان للنص القرأني من قبل الجماعة بأستخدامه في الشيئ و عكسه.
لماذا يحرق المتظاهرين مقرات الاخوان؟
ما أعتقده أن القادم بالنسبة للجماعة سيكون أسوء بكثير من مجرد حرق المقرات التي كانت أيام مبارك، لانه تدرب الشعب على اسقاط مبارك و في خلال السنتين الماضين اكتشف الشعب انه في احتياج لتطوير اكثر لادواته، و أن طاقات الغضب التي لم توجه لمبارك توجه الى مرسي و الى الجماعة الاخوان المسلمين في المرحله القادمة، لان ببساطة الشعب حملوا الإخوان حساب المرحله السابقة بالـ 30 سنة بتوع مبارك، لذلك أعتقد أن مرسي و جماعته ستحاسب على "مشاريب الليله كلها".
هل تتعامل الاخوان مع المعارضة بمبدأ "خليهم يتسلوا"؟
طبعاً. لانها معارضة ضعيفة، ولان أزمة مصر الحالية هي أزمة نخب على كافة المستويات سواء نخب اسلامية و نخب غير اسلامية، فالإخوان مثل باقي الأحزاب و لكنهم تفوقوا عليهم بالتنظيم و الدعم و المال، فهم يروا باقي الأخزاب لا أحد فيهم قادر على أن يبقى حزب حقيقي أو يصبح الحزب الحكم،و يروا ان هذه الاحزاب كانت تلعب لمدة 30 سنة مع مبارك من تحت التربيزة، فتتعجب الإخوان لماذا عندما أصبحوا في الحكم لم تأتي الأحزاب وتلعب معهم، وخصةً أن هذه الاحزاب كانت تتفاوض معهم أيام مبارك.
هل اختلفت طرق تعامل الاخوان مع القضية الفلسطنية قبل الحكم و بعده؟
اختلف تماماً. لانهم استخدموا القضية الفلسطينية أسوء استخدام طوال فترة مبارك، محمد مرسي شخصياً تناقض مه نفسه اكثر من مره، فقد قال محمد مرسي تصريح قبل زيارة جورج بوش لمنطقة الشرق الاوسط، قال فيه"أرجع أنت ضيف غير مرحب بيك، فأنتم من أخذتم حقوقنا و أرضنا". و لم نسمع له صوتاً عندما جاء أوباما للمنطقة، فالاخوان استخدموا طاقة و عاطفة الشباب أتجاه فلسطين لكي تكون الشوكة التي تضج مضاجع مبارك طول فترة حكمه.
هل انتقل الوضع الى المتاجرة بالقضية السوريا؟
الوضع في سوريا يختلف تماماً، لانه لا يستطيع أن يتاجر بسوريا كما فعل مع فلسطين، و لكنه في سوريا ينصر تنظيمه لكي يحكم، فهو يرى انه اذا اخذ مصر ثم سوريا وله تحالف في تركيا، فهو يبدأ أن يصنع نواه مركزيه اولى في الوطن العربي اسمها دولة التنظيم العالمي.
متى ستقول الجماعة "لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لعدت بالإخوان إلى أيام الأُسر والمأثورات"؟
لان تقول الجماعة هذا. لان من يقول ذلك فهو شخص يفكر، فممكن أن يقوله اشخاص وسطاء في الجماعة و لكنه سيقال بعد فوات الأوان، في وقت لا ينفع فيه استغفار أو ندم، فأصبح الأخوان بين أمرين أن يراجعوا نفسهم بسرعة و هذا أمر مستحيل، أو كما يحدث على أرض الواقع و هو أن يسير بالمشروع الي النهاية و اذا سال بعض من الدم سيستغفرون الله.

الجمعة، 17 مايو 2013

الناس دول – أحمد عطا الله


من أول أن تقرأ اسم الكتاب و أنت تتسأل عن من هم "الناس دول" الذي يتكلم عنهم الكاتب في الكتاب . فهل هم من الشخصيات المشهورة التي تتحدث عنهم الجرايد و التلفزيون طول الليل و النهار ؟! ، و هل الكتاب سياسي أم كتاب اجتماعي ام ماذا يكون ؟!.
لم أقدر على تصنيف الكتاب بعد قرأته و لا أجد وصف ليه غير ما كتابه الكاتب على الغلاف تحت اسم الكتاب "حكايات من لحم ودم". فالكاتب هو أحمد عطا لله أو الخال كما أحب أن اللقبه به ، لانه صعيدي من محافظة قنا ، يستحق لقب صحفي عن جدارة و استحقاق ، فهو ليس من الكتاب المرفهين الذي لديهم عمود ثابت في الجرايد يقوم فيه كل يوم بالتنظير أو  اعادة ما كتابة الجميع في المشاكل السياسية ، لكن احمد عطا الله كاتب مختلف أخذ الصحافة من القاع الى القمة ، اهتم بالناس العادية بالبشر الذين نقابلهم كل يوم ، فهذا ما تجده في كتاب "الناس دول".
الفصل الاول : اقدام واعتاب ونواص.
تتعرف في هذا الفصل على خمارة الغلابة وهي خمارة "بلبل" التي تقدم البوظة مشروب الغلابة ، ورحلة الكاتب الى حلايب وشلاتين لتتعرف على عالم أخر متواجد معك في نفس الوطن ولكن كل ما تسمعه عنها هو نزاعات وصراعات على أصل البلد هل هي سودانية أم مصرية و لكن في "30ساعة حلايب وشلاتين" تتعرف على البلد و اهل البلد ومواصلات البلد ، مع تقطيع القلب و العياط تتعرف على حكاية الشهيد أحمد الذي خرج على لقمة عيشة لتضرب السفينة التي يعمل عليها أحمد من إسرائيل على الحدود السوريا ، ويموت أحمد بعد أن قرر انها ستكون أخر سفريه له .
الفصل الثاني : أرزاق.
للتعرف على صانع الحبال عزيز النفس في "رجل في زمن الديجتال" ، وبنات الترحلية ،و الطفل الذي عمره 9سنوات ويعمل عامل محاره و ينام على شكاير الاسمنت و الجبس ، كل هذا يجعلك تمحد الله على ما أنت عليه ، و تدعوا لهؤلاء من قلبك .
الفصل الثالت : يعملوها ... ويخيلوا
لم يقابل الكاتب ياسين التهامي ولكن وصفه لحضرة التهامي يجعلك في قلب الحضرة ، كلامه و صوفه لاداء التهامي يجعلك تتعرف على التهامي وكانها مقابلة يفضفض فيها التهامي عن كل ما لديه من اسرار ، ويقابل الكاتب في هذا الفصل خط الصعيد الذي يقول له "سقتلك في بيتك" ، ليقابله الكاتب و تسمتع بهذل المقابلة و أنت تتعرف على الشخص الذي لم تستطيع الدخلية الوصول له ،الاجمل في هذا الحوار انه يوضح لك الطبيعة الانسانية لدى خط الصعيد .
في هذا الفصل ايضا تتعرف على "فيلسوف الجهاد"  والذي ابهرني بكلامه مما جعلني اعاود قرائتة أكثر من مره .
الفصل الرابع : حال سبيلهم .
فتجد في هذا الفصل حكاية الرجل الذي يعيش والرصاصة لا تزال في قلبة من ايام النكسة و عندما قالوا له الاطباء انه سيموت قريباً و لم يموت بل تزوج و انجب اطفالاً ، تتعرف على الشخص الذي أدمن المذاكرة بعد أن تسبب عدم التحاقه بكلية الطيب عقدة نفسية ،و يصحبك الخال عطا لله للتعرف على ابطال السيرة الهلالية و الذي يحرص دائماً في الاستماع اليها فلم استغرب عندما يكتب عنها في كتابة و يلتقي بأحد مروديها فشرائط السيرة الهلالية تلازمة في المكتب و البيت و العربية.
الفصل الخامس : أخر كلام
حظى الكاتب بأنه قام بجراء أخر الحوارات الصحفية مع هؤلاء ( محمود عوض – محمد رشدي – ابراهيم البغدادي ) .
في هذا الفصل يصدمني الكاتب في كلامة عن السياسة ، لاني كنت اعتقد ان ليس له في السياسة بهذا الشكل العميق ، و احقد عليه في حواره مع محمود عوض و الذي قال له جملة لا تترك دماغي ابداً ، عندما قال له في وصف منصب رئيس التحرير "مفهومي لرئيس التحرير يختلف عن الموجود حالياً ، رئيس التحرير بالنسبه لي هو قائد الفرقة الموسيقية ، هذا القائد لا يعزف لكن مهمته اختيار العازفين المهره كل في آلته ، وأن يبحث عن عظمتة الشخصية في كل واحد منهم ، دوره أن يخرج العزف متناسقاً ، لا يهم أن يتكرار نشر اسمه في جريدته ، كثيراً – بسبب هذا المفهوم – ما كان يندهش البعض من ابدائي لافكار و موضوعات لمن يعمل معي لتنفيذها ، ثم اعادة صياغتها مره أخرى ، وتنشر بأسمائهم في النهاية بعد أن أضيف لها معلومات ، هذا هو رئيس التحرير من وجهة نظري ، و علية أن يفهم أنه موجود في كل سطر من سطور صفحته دون التصريح بأنه من يفعل ذلك".
وقال ابراهيم البغدادي ايضاً "اذا نظرنا للدول العربية .. نجد أن كل بلد "قافل" على نفسه و لما "يتزنق" يطلع القضية الفلسطنية من تحت الكرسي ويلوح بها ويخبيها تاني بعد كده ".
الفصل السادس : ابويا .
يتحدث الكاتب عن والده عطالله الذي توفي و هو عمره 11 عاما ، الذي لم بيكيه الا بعد مرور ثلاث سنوات على وفاته .
الفصل السابع : فال الله و لا فالهم

تتعرف فيه عن حوادث تأجير للبنات و حالات زنا المحارم ، تجعلك تقول على الدنيا السلام .
الكتاب في مجمله جيد جداً فهو اشبه بالقصص القصيرة الممتعه ، و الحوارات مكتوبة بسلوب سلس والاجمل كواليس الحوار التي تعيشها مع الكاتب قبل بدأ الحوار و اثناء الحوار و في نهاية الحوار .