ميكروباصات مصر لازم تخش موسوعة جيبس و تبقى من عجائب الدنيا السبع و طالما الاهرمات طلعت من المنافسة يبقى الميكروباصات اوله , لو مركبتش ميكروباص في مصر يبقى أنت أكيد مش في مصر لانك لازم تشرب من نيلها و تركب ميكروباصتها و أنا من واقع خبرتي الطويله و المناضله في ركوب الميكروباص من أجل الحصول على كرسي فاضي و توصيله لمشواري العزيز قرارت أنقل اليكم مواقفي الطريفة و الظريفه و خبراتي مع الميكروباص .

الجمعة، 13 سبتمبر 2013

الثورة التي أكفر بها احياناً.



يتسأل وينستون بطل رواية 1984 "هل كانت الحياة قبل الثورة أفضل مما عليه الآن ؟. " هذا السؤال الذي يشغل بال أغلب المصرين هل كان الوضع قبل الثورة وفي فترة مبارك أفضل ،ما نعيشه الآن ؟. أنا شخصياً أصبحت غير قادر على الاجابة على هذا السؤال فأحياناً كثيرة أشتاق الى حياتي قبل الثورة وأتمنى أن تعود مره أخرى ،رغم أن حياتي قبل الثورة لم تكن حياة شخص مهم أكتر من انها حياة شاب تافة يتسكع طوال فترة الصيف بين دور السينما من أجل مشاهدة جميع الأفلام قبل بدأ الدراسة مره اخرى ، حتى عندما انتهبت من الدراسة لم يتغير شيء .
 لقد أشتقت الى السينما فقد وصل الحال قبل الثورة أن يكون في دور العرض اكثر من 20 فيلم تقريباً ،وكم هائل من البومات الغنائية ،عكس ما يحدث الان فقد استولى السبكي وعبده موته على جميع السينما ،واستولت الاغاني الوطنية الرقيقة على سوق الكاسيت. كانت متابعة أخبار الفنانين في هذه الفترة أهم بكثير من متابعة زيارات مبارك الخارجية والداخلية ، كانت معرفة تفاصيل خناقة تامر حسني وعمرو دياب أهم بكثير من معرفة الخلاف بين جورج بوش ومبارك و لماذا قابل بوش مبارك بدون أرتداء الكرافت؟!.كان من الممكن أن تخسر صديق لك بسبب تامر أو عمرو ،ولكن لم يختلف الوضع عن ما يحدث الان ،فقد أصبحت الخناقات الان بين اغنية "تسلم الايادي" و"أغنية ثورة دي ولا إنقلاب".
كانت السياسية شيء هامشي في جلسات الاصدقاء و البيوت ونتائج الانتخابات غير مهمه ،فكانت مناقشة نتائج تصويت برنامج ستار أكاديمي و فوز محمد قماح المصري أم شذى حسون من العراق  بلقب ستار اكاديمي ،أهم بكثير من متابعة نتائج انتخابات البرلمان وكم كرسي حصدته الاخوان والمعارضة ؟.
انقلب الحال الآن أصبحت السياسية هي الشيء الاساسي في كل التجمعات سواء في القهوة أو في الميكروباص و المترو واحيانا في الحمام الصبح مع نفسي متسألاً "هل في اشتباكات النهارده في حته ولا الدنيا أمان وهلاقي مواصلات ؟." أصبح الكل خبير استراتيجي وفقيه دستوري ، يتحدث عن ما يحدث في البلاد على انه أهم عالم ببواطن الأمور ويعلم ما يدور في نفس أوباما من سوء اتجاه مصر ، أختفت الكورة من الملاعب ، بل حلت السياسية في المدرجات و انتهى الأمر بالدماء لكي تقضي على الكورة في مصر نهائي ، فقد أصبحت القهوى تملى في الماتشات الاجنبية نتيجة التعطش الى مشاهدة كورة مره أخرى.
شاهدت منذ شهر مجموعة من الاطفال تلعب في الشارع لعبة "سيسي ومرسي" وهي زي لعبة "عسكر وحرامية" اللي كنا بنلعبها زمان ،فقد دمرت السياسة طفولتهم ، أتذكر أخي الذي استغنى منذ الثورة عن جميع أغاني حماقي واليسا وكل المطربين ،ليسمع بدل منها اسكندريلا وشعر الابنودي وجمال بخيت وأمل دنقل. حتى في اختيارات الكلية قرر دخول كلية علوم سياسية بدل من هندسة أو حاسبات أو تجارة ،فقد كنت اتسأل هل يدخل هذه الكلية بدافع المرحلة التي نعيشها أم بدافع أنه يريد أن يكون استاذ في العلوم السياسية ،وهل لو جاء تنسيقة في 2010 بدلاً من 2013 كان سيختار نفس الكلية ؟.
حتى الفيسبوك الذي هو مكان للسهوكة وتضيع الوقت ، أصبح موقعة للمعارك السياسية ، اصبح تشير فديوهات المظاهرات والتعذيب يفوق عدد المرات التي تم فيها تشير فيديو كليب هيفاء وهبي الجديد بمراحل ، حتى قناة مزيكا وميلودي القنوات التي ضيعت فترة مراهقتي كلها في مشاهدة كلبات روبي وهيفاء و مريا وبوسي سمير  ونجلاء بتاعة الحصان ،وحلت مكانها قناة الجزيرة والعربية والبي بي سي واحياناً السي أن أن.
تنتابني حالة من القيىء وأنا أسير في الشوارع وأرى الشخبطة اللي على كل الحيطان من نوعية "أرحل" ، "خاين" ، "ثورة" ، "إنقلاب" ، "بتنجان" ، "مبروك الدهان الجديد" ،واتمنى في سري أن يصدر قرار بقطع أيد كل من يكتب على الحيطة بداية من مدرسين المراكز الخصوصية بتاعة "العسكري للتاريخ" ،نهاية بـ "اللي يحب مصر ميخربش مصر" .حالة أخرى من القيىء ووجع البطن كانت تأتي عندما أرى مرسي يخطب أو ياسر برهامي على التليفزيون أو عبود الزمر بيحتقل بنصر أكتوبر وهو الذي قتل الرجل الذي حقق الانتصار.
فقد اصبحنا نعيش في حالة من التلكيك على بعض و كل واحد يتهم الأخر بأنت فلول وثوري وكنباوي واخواني وسلفي وجهادي ،وهناك أناس أخرى كلت عيش كتير على قفة الثورة من أغاني وفيديوهات وخبراء استراتيجين واقتصادين ،فقد تحولت لقنوات الترفيه الى قنوات سياسية ،وأصبح الماتش الذي كان يستغرق 90 دقيقية ويحلله كابتن مدحت شلبي في 3 أيام ، هو نفسه الماتش ولكن يكون خطاب أو تصريح أو قانون يقال في دقيقتين ولكنه يحلل في 40 يوم ، فقد أصبح برنامج مساء الانوار يذاع يومياً على جميع القنوات . وأصبح كل من لديه وقت فراغ وكان يسير وقت الحظر تحت قناة تليفزيونيه أن يحل ضيفاً عليها ويطرش علينا أفكاره الجهبزيه في الخروج من الازمة السياسية والعودة الى ماريا العب العب العب اه يا سيدي.
أصبح كل من يتجول في الشارع ويسير من ميدان عبد المنعم رياض الى التحرير ثائر ،ومن يسير من مكرم عبيد لرابعة بطل قومي ، وأصبح أهل تويت عباقرة الزمان وهم من يضعون سياسة البلد عن طريقة تويتاية لا تتعدى 140 حرف ،وعلى المتابعين أن يضعوا لسنهم جوا بقهم ويرضوا بما يهري به هؤلاء.
كل هذا الكره الذي أحمله يتلاشى في ثواني عندما أشهد مشهد من فيلم "بنتين من مصر " أو اتذكر ما كان يحدث في البلد من جميع المشاهد ، أذا كنت وصلت الى هذه الحاله استرجع بعض مما كان يحدث قبل 25 ،وسأل نفسك سؤال ونيستون هل كانت الحياة قبل الثورة أفضل ؟!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق