قال
المؤرخون عنها أن اسمها في الهيروغلفية " توشريت " أي أرض الجدب
والعراء، وعرفت في التوراه باسم "حوريب"، أي الخراب. و في العصر الدولة
الحديثة عرفت باسم " خاست مفكات " أي "مدرجات الفيروز" ,لكن
اسم سيناء الذي أطلق عليها مشتق من اسم الإله "سين " إله القمر في بابل
القديمة حيث انتشرت عبادته في غرب آسيا .
سيناء
على مرور التاريخ .
مع
بداية القرن التاسع عشر تولي محمد علي حكم مصر عام 1805، إنشاء محافظة العريش عام 1810 ، والتي كانت
تمثل أول شكل إداري منظم في سيناء في العصر الحديث، ولها اختصاصات وحدود إدارية،
ووضع تحت تصرف محافظ العريش قوة عسكرية لحماية حدود مصر الشرقية، وقوة نظامية
لحماية الأمن داخل المدينة. كما أنشأت نقطة جمركية ونقطة للحجر الصحي بالعريش. أما
الطور فقد كانت تابعة إدارياً لمحافظة السويس .
في
5 يونيو 1967 شنت القوات الاسرائيلية هجوماً
على مصر وسوريا والأردن واحتلت سيناء والجولان والضفة الغربية للأردن·
تولى
أنور السادات الحكم بعد جمال عبد الناصر، خاض حرب لتحرير سيناء في 6 أكتوبر 1973،
وعبرت القوات المصرية إلى الضفة الشرقية ورفعت العلم المصري.
دخل
الرئيس أنور السادات في تسوية النزاع العربي الإسرائيلي لإيجاد فرصة سلام دائم في
منطقة الشرق الأوسط، فوافق على معاهدة السلام التي قدمتها إسرائيل (كامب ديفيد) في
26 مارس 1979 بمشاركة الولايات المتحدة بعد أن مهدت زيارة الرئيس السادات لإسرائيل
في 1977، وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء تماما في 25 أبريل 1982 بانسحابها مع
الاحتفاظ بشريط طابا الحدودي وإسترجعت الحكومة المصرية هذا الشريط فيما بعد، بناءاً
على التحكيم الذي تم في محكمة العدل الدولية عام 1989·
تعمير
سيناء .
أول
من عمر سيناء هم الاسرائلين , لا تصدم فهذه حقيقة , فقد ظلت سيناء في يد
الاسرائلين 6 سنوات , أقاموا فيها مستعمرات كبيرة , منها "مستوطنة
ياميت" والتي دمرت قبل الانسحاب ,كانت في قلب سيناء تحتوي على بيوت و مزارع ,
خططوا لخليج نعمة و انشأوا شرم الشيخ , وصلوا الى صحراء النقب .
تقول
حسناء الجريسي في عمودها بجريدة الاخبار
بعنوان "حلم السادات الذى لم يكتمل" : تنمية
وتعمير سيناء من أهم الأولويات التى وضعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد
انتصار أكتوبر، إيماناً منه بأن سيناء هى أمن مصر و مستقبلها إلى أن تقوم الساعة،
فبعد نصر أكتوبر عام 1973، بنحو أسبوع قام الرئيس الراحل السادات بإنشاء وزارة
التعمير برئاسة عثمان أحمد عثمان، والتى استعانت وقتها بمكتب استشارى أمريكى يدعى
"تامس" وذلك لوضع الخطط لتنمية مصر و خصوصاً سيناء، وقد عين الرئيس
السادات المهندس حسب الله الكفراوى فى وزارة الإسكان والتعمير، وبعد الانتهاء من
تعمير مدن القناة من بورسعيد إلى السويس، و هو الوقت الذى تزامن مع حفر نفق أحمد
حمدى تحت القناة والذى يعبر عن فكر عميق ورؤية ثاقبة، وكان من المقرر إنشاء نفق
آخر بدلاً من الكوبرى العلوى الذى أنشئ على القناة ووقتها قال الرئيس السادات، لا
يمكن العبور إلى سيناء من خلال سلاح الحدود فمن لا يملك أرضاً فليس لديه انتماء
لمصر، ولذلك شجع على استقلال وتمليك الأراضى لأهالى سيناء ) .
يحكي المهندس حسب الله الكفراوي
عن توقف المشروع القومي لتعمير سيناء قائلاً
"
تحدث الي السادات في يوم قائلاً يا كفراوي أنا بعتلك فؤاد عزيز غالي و كان
وقتها محافظ جنوب سيناء و كان القائد السابق للجيش التاني , عشان يصمم معاك البيوت
بتاعة سيناء . و تم تنفيذ تصميمات البيوت و نفذ بعضها في رابعة و بلوظة و بر العبد
في شمال سيناء و موجدين حتى الان . و كانت تصميمات البيوت عبارة عن أرض مساحتها
800 متر , مقسمة لاوضتين للنوم و أوضة لفرن بلدي و حمام و حوش كبير يتربى فيه الماشية و الدواجن , تحت البيت ده
مخبىء سقفه خرصانه تحت التراب , عشان يبقى مخزن للذخيرة و مخبىء للسيدات و الاطفال
.
و كان 400 ألف فدان هيتملكوا لاهالي
سيناء و المسرحون من القوات المسلحة المصرية , و يكون الاتنين بيعرفوا سيتخدموا
السلاحو للدفاع عن بلدهم و تنمية بلدهم . و عشان مسرح الدبابات الاسرائلية اللي
بيدخل سيناء في 6 ساعات يبقى قدمهم موانع و حواجز
تمنعهم .
إحنا ابتدأنا تعمير سيناء أيام
السادات و كان في برنامج و خطة , و كان أول حاجة في البرنامج نعمل البنية اساسية ,
عشان لما ندخل على تنمية هيبقى فيه حركة ,و الناس هتحتاج مية شرب و كهرباء و طرق
تمشي فيها , فكان لازم نعمل الفرشة دي الأول, وإحنا بنعمل فرشة البنية الأساسية في
سيناء كان مات السادات .
مبارك و وقف تعمير سيناء .
يروي الكفراوي عن وقف تعمير سيناء
" كنت رايح مطار رأس النقب و هو عبارة عن منطقة عالية عن الارض الطبيعية بـ
75 متر , اللي عايز يروح من مطار رأس
النقب لطابا المصرية لازم يلف من بوابة اسرائلية و يرجع يدخل لطابا المصرية . لما
شوفت الوضع ده , قلت أعمل طريق من المطار على طابا و أهالي سيناء يطلقون عليه حتى
الأن طريق حسب الله الكفراوي هم اللي سمينوا بنفسهم .
في المطار بتشوف العسكري الاسرائيلي
بيتحرك بعربية جيب و ماسك الاسلكي في ايده على طريق حدودي, فكان من ضمن البنية
الاساسية عمل طريق حدودي موازي في أرضنا من طابا للشيخ زويد . في هذه المنطقة
بتهبط سيول جامده فلازم يتعمل سد و تنزل الميه في ابار و تتخزن .
العساكر المصرية لما بتحتاج ميه بتاخدها من
اسرائيل بالفلوس , و لو اتأخر الدفع أو حصل حبة غلاسة بيمنعوا الميه عن العساكر المصرية , فقررنا عمل محطة تحلية ميه
في هذه المنطقة . و أنا بعمل المشاريع دي , اتصل بيا مسؤل من واشنطن و سألني :
المسؤل : ايه يا كفراوي اللي أنت
بعمله في سيناء ؟
الكفراوي : بعمل كذا و كذا .
المسؤل : مش تسأل ؟!.
الكفراوي : لما أنا اسئلك على اللي
بتعمله , يبقى من حقك تسألني على اللي بعمله !.
بعدها على طول أتصل بيا مبارك , قالي
" ايه يا كفراوي اللي بتعملوا في سيناء ده ! ". قلت له بعمل رصيف
للفلايق اللي هتجيب السولار لمحطة التحلية , و أنا قدامي على مرمى البصر ايلات , هو الرصيف ده هيهدد ايلات ؟! .
قال لي : كفاية عليها سيناء كده يا
كفراوي !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق