الجزء الحادي عشر : سواقين الميكروباص الركاب بيجبرونا أن احنا نمشي غلط

كلنا بنعاني من سواقين الميكروباص سواء كان راكب معاهم داخل الميكروباص أو صاحب عربية ملاكي محدش فينا تقريبا لم يشتكي منهم أو اتخانق معاهم عشان سواقتهم و بطئهم  و قلة أدبهم و فأنا دائما اشعر ان عمري ضاع في حاجتين غير مستفاد بيهم التعليم و ركوب الميكروباص لذلك قررت انزل لسواقين الميكروباص و الجلوس معهم و اوجه لهم كل التهم و الافعال اللي بيعملوها فينا من سواقة و اجرة و طريق و بهدلة و كمان تعاملهم مع الشرطة .

شعبان محمد :

 الطريق زحمة جدا قبل الثورة و بعد الثورة بس بعد الثورة الواحد بقى يمشي براحته لان مبقاش فيه حد يكلمة. السواق غصبا عنه بيكسر الأشارة او يفضل يلف في شوارع جانبية عشان عايز يلحق يعمل دوره و يرجع يحمل تاني و الصراحة طول ما فيش حد بيسأل و يحكم الطريق محدش هيحترم نفسه .

الزباين هي اللي بتخلي السواق يقل ادبها عليها لانه مثلا تلاقي الزبون راكب و في مكان في الكنبة ورا يروح هو فاتح القلاب و قاعد تفضل تقوله يا استاذ بعد اذنك في كرسي فاضي جوا يقولك لا مش داخل و يبدأ يغلط فيا و أبقى لسه واقف ولاقية بعد متر واحد يقولي أنزل اقولوا ما أنا كنت لسه واقف يقولي بفلوسي , أنت عارف لو يقولي من الأول هقف في مكان في النص بالظبط بين الأتنين عشان أنزلهم .

اللي معاه عربية ملاكي ده شخص مرفه قاعد في عربيتوا برحته كبيره أوي يسوق 4 أو 5 ساعات في اليوم أنما الواحد منا بيشتغل 12 ساعة في الحر و القرف و تلاقي بتاع الملاكي هو اللي يكسر عليك و شتمك و يقولك أنت اللي كسرت عليا و خصوصا الستات مبتعرفش تسوق و بتترعش و هي سايقة و اغلب الوقت بتكون بتتكلم في التليفون طب مش تركز في الطريق الأول .

السواق اللي بيقسم الطريق مسافات ده بيبقى سواق ناصح لانه بيلم اضعاف الأجرة و احيانا الطريق هو اللي بيجبروا يعمل كده عشان بيبقى فيه حادثة أو لجنة فمبيقدرش يوصل من مره واحد .

جرجس رمزي :

 اغلب اللي بقعد يلف في الشوارع الجانبية السواقين اللي أقل من 20 سنة لانهم معهمش رخص . بعدين الطريق ملك لسواق الميكرباص يمشي فيه زي ما هو عايز طالما هيوصل الناس للمكان و بعدين الزبون مالوا و مال الطريق اللي انا أمشي فيه .

 الركاب بتعاملنا وحش أوي و يفضل يقرف فينا يعني مثلا تبقى سائل على المكان و تقوله اكتر من 10 مرات يجماعة حد نازل محدش يرد و تبقى أنت ماشي بسرعة و على الشمال و يقولك عايز أنزل هنا و يقعد يشتم طبعا اتنرفزت و نزلت ضربتوا, ليه الناس بتقوم علينا عشان بنغلي الأجرة ربع جنية ما كل حاجة بتغلى و محدش فيهم بيفتح بقوا .

 اللي بيقسم الأجرة على الطريق ده بيبقى معهوش سرفيس و السرفيس ده تحديد خط سير للميكروباص من مكان لتاني والمحافطة هي اللي بتحددوا لسواق الميكروباص بس طبعا كلنا بنخلفوا عشان ناكل عيش .

محمد إبراهيم :

الفوضى في كل مكان في الطريق الملاكي راكن صف تاني ورابع و الطريق واقف و الشرطة مكبره دماغها و بتتشطر علينا بس و تنزل تلم مننا الرخص و خلاص طب ما تشوف الناس اللي ركنه صف تاني و تالت ؟! كل ما تحصل مشكلة في البلد الشرطة ما تتشطرش غير على السواقين و لو حصل خناقة أو اي حاجة يرفض يدخل و يقولك و أنا مالي أدخل ليه ؟ .

الزباين مش مقدرة أن الواحد تعبان وعنده مسؤليات ده غير أن الميكروباص له مصاريف زي الزيت و الجاز و بعدين الزبون عايز يأكل و يشرب و يقزز لب و يشرب سجاير كل ده في قلب العربية و لو قلت له كلام يزعق فيك ؟ , ابسط حل ببطل العريية و أقول مش طالع و كل واحد يعمل اللي هو عايزة بقى اصلها مش عافية .

 سواق الملاكي مبيعرفش يسوق و لا يتنيل و بيتفلسف و خلاص عليك  تلاقية فجأه وقف قدامك أو خبطك و يقولك أنت اللي خبطني و يطلبلك حد من قاربية اللي في الشرطة و يجبرك أنك تصلحلوا العربية اه الكلام ده لسه بيحصل بعد الثورة لو عايزين يحلوا مشكلة المرور في مصر يمنعوا سواقين العربية الملاكي يسوقوا قبل الساعة 9 بالليل بعد كده ياخدوا هما الطريق براحتهم و بعدين كل رخص الملاكي بتوصل لصاحبها في البيت من غير اختبارات و لا أي حاجة أنما سواق الميكروباص بيطلع عينه عشان يطلع الرخصة .

فرج غالب ( يعتبر كبير السوافين في الموقف بقالوا 25 سنة سواق ميكروباص و كل السواقين بتحترموا ).

السواقين بعد الثورة اترحموا كتير من امناء الشرطة و القرف اللي كانوا بيعملوا معاهم كان كل اسبوع غرامة بـ 100 و 150 جنية أنما دلوقتي بقى قليل سحب الرخص و المخلفات هو اه موجود بس قليل .

 المشكلة اللي بين السواقين دايما و الركاب هو فرق التعليم أغلب السواقين يا مش متعلم خالص ويا معاه ابتدائية و هو في الشارع من وهو صغير لانه اشتغل صبي و السواق ضربوا و كل ده حصلوا و بعدين يبقى سواق يجي يعامل زبون مهندس او دكتور تفتكر هيكلموا أزاي مش هيعرف و هيقلب الموضوع على طول بخناقة لازم الدولة تهتم تعليم السواقين و ده برضوا ميمنعش ان في زباين بتتعامل بتعالي و قرف على السواق و تحسسوا انه شحات او شغال عندها و أن الاجرة دي احسان منهم .

اغلب الحوادث اللي بتحصل على الطريق دايما شريك فيها سواق العربية الملاكي لانه يا بيبقى سرحان يا طول الوقت بيتكلم في التليفون أو معاه واحده صحبيته جنبة فمش مركز على الطريق و طبعا بيلبسها على طول في سواق الميكروباص. سواق الميكروباص دايما حاسس بالظلم و القهر لانه حاسس ان كل الناس عليه سواء بقى زبون او سواق ملاكي او شرطة كلوا دايما في خناقة معاه. الكارتة ده نظام بلطجة بيجوا ناس يقولوا انهم هينظموا الموقف و الطريق مقابل ان كل عربية تدفع على الدور 2 جنية ده كويس لانه فعلا ينظم الموقف انما على طريق ده بلطجه.

 المحافظة حولت تحل الموضوع ده بانها تعمل كارتة مجموعه مدتها 3 شهور للعربيات المرخصة عشان تقلل يعني من العربيات المخالفة و السواقين راحوا المحافظة و دفعوا بس معرفوش يلموا البلطجية اللي فرضين علينا قتوات في كل مكان .

أحمد صبري

كنت بتنزل التحرير طب خلي الثورة تشغلك !.*

من واقع خبرتي في رحله البحث عن العمل كان الانترفيو لاي وظيفة بيتلخص في اسأله HR  أو مدير الشركة من نوعيه ( مامتك بتشتغل ايه ؟ - أنت برج ايه ؟ - ندمت على ايه في حياتك ؟ - انت متدين ولا لا ؟ - الى أخر نوعية هذه الاسئلة ) و لان الكل ماشي بشعار مصر قبل 25 يناير غير مصر بعد 25 يناير اسئلة الانترفيو اتغيرت تماما بعد الثورة و أصبحت اسئلة سياسية مع العلم أني خريج هندسة قسم كهرباء مش باحث سياسي او خبير استراتيجيي في مركز دراسات الاهرام .

أول ما ابتديت أدور على شغل بعد الثورة كان كل صاحب شركة يقولي معلش الدنيا دلوقتي مقفوله و مفيش فلوس و الدنيا بايظة خالص من ساعة الثورة و فضل الحال كده لحد شهر مايو ابتديت ارجع اعمل انترفيوهات تاني و ابتدأ كالاتي :

الانترفيو الاول في شركة بترول ( مايو 2005 ) :

كنت رايح عن طريق صديق قديم بيشتغل في الشركة و قابلت مدير الشركة بعد شوية دردشة صغيره في الأول عن الدراسة و أنا خريج جامعة ايه ؟ و قسم ايه ؟ قلب الموضوع على طول المدير : أنت كنت بتنزل التحرير أيام الثورة ؟.

أنا : اه بس مش كل الأيام .

المدير : و فرحان طبعا باللي عملته أنت و زمايلك بتهوركوا .

أنا : مش فاهم تهور أيه حضرتك الحمد لله اهو مفيش جمال مبارك في 2011 و مفيش مبارك نفسه كمان .

المدير : هو عشان تمشوا مبارك لازم تبوظوا البلد مش شايف السرقات اللي في كل حته و الأمن اللي مش موجود ما الراجل كان هيقعد 6 شهور يظبط البلد و يعدلكوا الدستور و يمشي بدل القرف اللي احنا فيه ده .

أنا : ما حضرتك لو قعد , الله و أعلم أنا كنت هكون قاعد قدامك دلوقتي ولا .

المدير : طيب يا عم الثورجي بص أنا التعينات موقفه عندي في الشركة و الوضع زفت و الدنيا حالها واقف فسيب السي في بتاعك لو فيه نصيب هبقى اكلمك و ابقى خلي الثورة بتعتك  تشغلك.

الانترفيو التاني شركة كهرباء ( يونيه 2011 )  :

في شركة دي كنت متقدم لوظيفة مهندس مبيعات لاحدى الدول العربية ( قطر- الكويت  - السعودية ) و كنت مقدم ليها عن طريق موقع توظيف و كانت المقالبه مع HR  بعد طبعا السلامات و املى الابليكشن و معاك صوره  ولا لا ابتدا الانترفيو .

HR : ايه رأيك في الثورة اللي حصلت ؟

أنا : طبعا شيء جميل ده كان حلم بالنسبالي و الحمد لله اتحقق .

HR : كنت بتنزل التحرير أيام الثوره ؟ .

أنا : اه .

HR : لسه بتنزل لحد دلوقتي و لا بطلت ؟ .

أنا : على حسب المطالب اللي بتدعي عليها لو متفق معاها بنزل و مش متفق مش بنزل .

HR : قولت نعم و لا في الاستفتاء ؟ و ليه ؟ .

أنا  ( مندهش من الاسئلة ): لا – عشان عايز ابني على نظافة من الأول خالص و كنت عايز دستور جديد لبلدي .

HR  : هنتخب مين من مرشحي الرئاسة ؟

أنا : دكتور محمد البرادعي .

HR : أنت منتمي تبع أي حزب سياسي أو اي جماعة سياسية ؟

أنا : لا .

طب شكرا لوقتك معانا لو فيه نصيب هنكلمك خلال اسبوعين و طبعا محدش اتصل بيا و لا عبرني.

كنت بحكي لصديق ليا على اللي حصل فقالي في حد رايح يشتغل في دولة خليجيه و خصوصا الدول دي و يقول انه مع الثورة يا راجل قول انا تبع احنا اسفين يا ريس و انت تشتغل الصبح .

الانترفيو التالت شركة كهرباء ( ستنمبر 2011 ) :

كنت رايح عن طريق صديق ليا بيشتغل في الشركة و كانت المقابلة مع مدير الشركة و لا تنفرق كتير عن اللي قبلها .

المدير : عجبك اللي بيحصل في البلد دلوقتي ؟.

أنا : من ناحية ايه حضرتك ؟.

المدير : الناس اللي بتروح تتظاهر قدام المحاكمات بيروحوا ليه و يعرضوا نفسهم للبهدله ليه ما فيه محامي معاه توكيل بيحضر مكنهم .

أنا : ما هو حضرتك اللي مات ده مش أي حد ده ابنهم و قلبهم حروق عليه .

المدير : يعني هو ابنهم هيرجع لهم لما يروحوا قدام المحكمة و بعدين في قضاء كل واحد يروح يشوف شغله بقى بلاش عطله و وقف حال البلد مش ناقصة  و بعدين اغلب العيال اللي ماتت دي كان بسبب هجوم على اقسام الشرطة و اغليهم كلهم بلطجية و أنا بقولك اهو هتفتكر كلامي 70 % من اللي ماتوا مسجلين خطر  و لا أنت مش موافقني في الرأي ؟.

أنا : لا أنا معترض على بعض الحاجات اللي حضرتك قولتها .

المدير : يعني مش عجبك كلامي يعني عجبك وقف الحال ده اهو اكبر مثال أنت اهو مش لاقي شغل بسبب اللي بيحصل و جنان العيال دي و اللي حصل ساعة الثورة و لسه هيحصل ده شعب نمرود مش بيرضى بحاجة و أنت في الاخر اللي هتروح في الرجلين , المهم نرجع للموضوع اللي أنت جايله النهارده انت خريج هندسة عملت ايه بقى يا شاطر من ساعة ما اتخرجت لحد دلوقتي .

أنا : باخد كورسات و بدور على شغل .

المدير : طب تعرف ايه عن ادارة الأعمال ؟.

أنا : أنا خريج هندسة .

المدير : ما المهندس لازم يعرف ادارة اعمال , بص روح ذاكر شوية فيها من على النت و بعدين نعمل أنا و أنت مقابله تاني ان شاء الله 

و انتهى الانترفيوا على هذا الحال و شكرا لدرجة اني مبقتش عارف اعمل ايه و أنا رايح اعمل انترفيوا ابقى ثورجي و لا فلول , اقول للمدير أنا منضم لصفحة كلنا خالد سعيد  ولا منضم لصفحة احنا اسفين ياريس بقرا جرنال التحرير و لا جرنال الاهرام و بتفرج على الجزيرة و لا التلفزيون المصري فقط لا غير .

*نشرت في مجلة احنا عدد شهر اكتوبر 2011 *

أحمد صبري