هذه
تعتبر أول مره أقرأ فيها رواية لإبراهيم عيسى ،و لكني اسمتعت بها كثيراً ، لقد دخل
بها إبراهيم حياة شيوخ الفضائيات و ما يدور خلف كواليس تصوير هذه البرامج .
الشيخ
حاتم الشناوي هو الشيخ المودرن الذي يقدم
معلومات دينية سطحية ( بأعترافه بأنه يعطي ما يريده الجمهور , اما المعلومات
الكبيره فهو يحتفظ بها لنفسه ) . تحبه الناس لانه يبتعد عن التشدد و التعصب و الكتفير و فهو يروي و يقول الفتوى للناس بمنتهى السهولة و اليسر . تتشابة شخصية الشيخ حاتم الشناوي بشخصية
الشيخ خالد الجندي بشكل كبير جداً ، فهو الشيخ المرح الذي يداعب الضيف و الجمهور و
العاملين بالاستديو ولا يسلم منه المذيع
من مرحه حتى و هو على الهواء ، حتى التشابة في الاقوال و التفسير بين الشيخ خالد الجندي و الشيخ حاتم الشناوي مثل
" أنا موظف بدرجة شيخ" .
كيف
يتحول من شيخ الى موظف يتقن دوره بأبداع عندما يرى الضوء الاخضر أو الاحمر امامه
ليعلن له انه على الهواء ، فيصبح يصول و يجول مع الكاميرا و يبحر فيها ، يروي بحر الناس المتعطشة لكم عن
الدين يشبع رغباتهم في المعرفه التي تناسبهم ، ويكتم انفاس المشاهدين لكي ينتظروا
رده و تفسيره على الاشياء المثيرة التي يظبطها الاعداد في شكل اسئلة من جمهور تسأل
لمولانا على الهواء .
أول
مائة صفحة هما أضعف ما في الرواية لانه اطال بها ابراهيم عيسى كثيرا في تعريف
الشيخ و كان يمكن اختصارهم في أقل من ذلك بكثير
، حتى يظهر محرك الرواية " حسن او بطرس " هذا الشاب الذي عمره 24
عاماً و قد تنصر عن طريق مواقع الانترنت و هو أخو زوجة ابن رئيس الجمهورية و ابن
رجل أعمال مشهور , و يقراروا الاستعانة بالشيخ حاتم الشناوي نظراً لسهولة تعامله
مع الناس ، و من هنا يكشف إبراهيم عيسى علاقة رجال الدين مع الرئاسة و رجال
السياسة و الامن في البلد .
من
هنا يبدأ الصراع بين الشيخ حاتم و حسن في الدين و يحاول كل واحداً منهم اثبات رأيه
و لكن لم يتفوق أحد طول الرواية من شخصيات تظهر بها على الشيخ الازهري صاحب العلم
الواسع إطلاقاً ، يشعر الشيخ حاتم انه تم تدبيسه في هذا الامر و أنه لا يفرق معه
ان يتنصر الولد او يرجع الاسلام ، لانه دائماً يقول له أنت جاهل بالاسلام و أجهل
بالمسيحيه . كان كل همه انه سوف يؤذى من ابن الرئيس اذا لم ينفذ مهمته .
ما
يمتعك في الرواية هي الروايات و الحكايات الحقيقية التي حصلت فعندما يصطحب الشيخ
حاتم ، حسن الى الانبا ميخائيل و يروي قصى
محمد كمال منصور أو ميخائيل منصور و هي رواية حقيقة ، تتطرق الرواية ايضاً الى كيف
حدث تلاعب في الاحاديث النباوية , و ما هي المعتزلة ، بل يوضح و يشرح بعض تفسير
للاحاديث و برطها بالايات القرأنيه . و هنا يعتمد إبراهيم عيسى على ثقافته الدينا
و نشأته في بيت الشبخ عيسى والده .
توضح
الرواية بعد ذلك رحلة هبوط الشيخ حاتم الشناوي بعدما غضب الامن عليه عندما رفض
الهجوم على أعز اصدقاءه عندما أغضب ابن الرئيس و كيف حولوا الشيخ بالباطل من شيخ
صوفي الى شيخ شيعي و تعرضة للاذى من جانب الناس التي تثور وراء الفتن فقط .
يعتزل
الشيخ حاتم الحياة و يذهب الى البحر الاحمر تحديداً في الغردقة قي شهور الشتاء
ليكتشف أن حياتة الاسرية قد تدمرت و انه كان كل همه هو الشهرة و الأضواء ، و أن
الضوء الاحمر الذي يعلن انه على الهواء هو عشقة المفضل ، و لكنه يحاول اعادة ترميم
هذه العلاقة ، ليكتشف من جديد أن السلطة و الأمن تريد اعادة لعالم الشهرة مره أخرى
. لتحدث حادثة تفجير الكنيسة و تكون السبب في عودته و لكن مع ضياع حسن .
الرواية
في المجمل جيدة جداً ، تناولت الكثير من الاشياء و دخلت عالم لم يدخله أحد قبل ذلك
، رغم أن كان توقعي انها ستدخل عالم الشيوخ الوهابية و لكنه دخل الى الشيوخ
المفضلة لدينا ، ما يعيب الرواية التمطيل و التطويل فيها كثيراً .
ترك
إبراهيم عيسى في أخر الرواية 3 صفحات فارغه فهل على القارىء ان يضع النهاية بيده
بعدما يعلم المفاجأه الذي يظهرها حسن في أخر الرواية ، أم أن للرواية جزء أخر .