منذ حوالي شهر و نص من بداية العام الدارسي حصل تصادم بين وزير التربية و التعليم أحمد زكي بدر و أصحاب دور نشر الكتب الخارجية , بعد ما رفع سيادة الوزير رسوم ترخيص الكتاب الخارجي لدرجة مبالغ فيها حيث يطالب سيادته ب 250 الى 400 ألف جنية على المادة الواحد لعمل تصريح بالكتاب الخارجي , الأمر الذي جعل بعض دور النشر تمتنع عن طبع كتبها الخارجية مثل دار نهضة مصر المسؤله عن طبعا كتاب الأضواء و GYM لانهم قالوا احنا بنكسب قد ايه ؟؟ علشان ادفع كل دي رسوم .
وأقام أصحاب دور النشر برفع قضية ضد وزير التربية و التعليم يطالبوا بحقهم في طباعة الكتاب الخارجي و السماح لهم بيبيعه في السوق و محامي دور النشر المستشار مرتضى منصور .
و في حوار مع الوزير في برنامج مصر النهارده قال : أنا منعت الكتب الخارجية علشان هي اللي بوظت دماغ الطلبة و خلتهم حافظه و مش فاهمين حاجة , عودة الطالب على نظام معين في المذاكرة لانها بتقدم له المعلومات على الجاهز من غير ما يتعب و لا يفكر حتى التمارين اللي في الكتاب بيبقى موجاب عنها , و أنه طور الكتاب المدرسي و حيث يقدر الطالب الإستغناء عن الكتاب الخارجي اللي هو رديء المستوى من حيث الطباعة و المعلومات و وعد الوزير انه لو خسر القضية قدام أصحاب دور النشر و المحكمة حكمت بأنها مادة علمية و من حق الجميع سوف يطبع الكتب الخارجية في مطابع الوزارة و يوزعها على الطلبة مجانا و تبقى هي كتاب المدرسة .
كل الكلام اللي فات ده ماشي خناقة بين الوزير و دور النشر و هما أحرار في بعض بس ضحايه الخناقة دي أطراف كتير أوي و هما اللي خسروا مش الوزير ولا دور النشر لان الوزير منع و أخطر وزارة الدخلية بمنع الكتب الخارجية ووزارة الدخلية بتبعت كل شوية شرطة المصنفات و اللي بيتظبط عنده كتب خارجية بيتقبض عليه و يتشمع مكتبة و يتسجن و علشان يخرج يدفع غرامة 5000 جنية و يبقى عليه قضية , و ده اللي خلى الكتب الخارجية تتباع في السوق السوداء زي المخدرات .
نزلت الفجالة و هي تعتبر معقل أم الكتب الخارجية حتى المكاتب اللي في أنحاء مصر كلها بيأخدوا الكتب الخارجية من الفجالة لانها هي المصدر الأساسي و كان حديثي مع أصحاب المكتبات .
أصحاب المكتبات : أنا حالي وقف و لا ببيع و لا بشتري أنا لو كنت فاتح قهوة كان أحسن لي .
محمد سعيد : أنا أتخرب بيتي خلاص ولا بيبع و لا بعمل أي حاجة حتى الكشاكيل و الأقلام بقت مش راضية تتباع لان الزبون بيجي عايز ياخد كل حاجة من مكان واحد و يمشي لما مش بيلاقي الكتب الخارجية بيسيب الكشاكيل و الكورسات و يمشي و الوزير ربنا يسمحه عايز ياخد ضريبة على كل كتاب 4.5 جنية و ده معناه أن اصحاب الكتب يرفعوا ثمن الكتاب من 10 و 15 جنية لــ 25 و 35 جنية علشان يبقى فيه مكسب لما يبقى طالب عنده 5 مواد يشتري كتب الخارجية بتاعت الترم الواحد 185 جنية و 195 جنية , أنهي ولي أمر هيوافق على كده في الغلا اللي احنا فيه ده .
حسنين مصطفى : أنا هقفل أم المكتبة دي و أفتح قهوة لانها خلاص مبقتش جيبه همها فين و فين عقبال لما أبيع كام كشكول و خلاص لان الكشاكيل مسيطر عليها تجار الجملة إحنا بنبيع كتب , أنت لو جيت السنة اللي فاتت كنت هتشوف المكتبة دي عاملة أزاي متعرفش تحط رجلك , لا طبعا مش عارف ابيعها حتى في السر لان المكتبة هتتشمع و أنا هيتقبض عليا .
عبد الرحمن حسن ( صاحب مكتبة في جسر السويس ) : أنا ببيع الكتب الخارجية في السر و بنفس السعر اللي على الكتاب علشان صعبان عليا أولياء الأمور و العذاب اللي هما فيه , و كمان ده أكل عيشي و ده الموسم بتاعي و رزق عيالي, اللي عايز كتب خارجية بيجي يحجزها و يقولي هو عايز كتب ايه و أنا اجبهالو بعديها ب 3 او 4 أيام .
" كان فيه امتناع رهيب من أصحاب المكتبات من الحديث معي و حتى اللي أتكلم رفض يتصور و يقول لي مش عايز أروح في داهية يا استاذ معلش و يقولولي زي ما أنت شايف اليفطة اللي على الباب ( لا يوجد كتب خارجية ) .
في السوق السوداء أسعار الكتب الخارجية نار .
اسعار الكتب في السوق السوداء كانت نار كتب ابتدائي و اعدادي الكتاب بـ 30 جنية , 6 إبتدائي و 3 إعدادي بـ 75 جنية الكتاب و ثانوية عامة بـ 100 جنية الكتاب , و ده حصل قدام عيني بعد ما أتفق ولي أمر مع واحد انه يجبلوا كتب 2 إعدادي بـ150 جنية و جبهم في شنطة سوداء ملفوفة كأنها مخدرات 0
أترك أصحاب المكتبات و السوق السوداء و اتجه الى أولياء الأمور اللي صوتهم كان يبرج في الفجالة كلها من كتر الزعيق و الدعاء علشان مش لاقين الكتب و رغم علو حسهم و كلامهم الا أنهم رافضوا يتصور برضوا .
حسن عبد الله : أنا دايخ بقالي أسبوع علشان أجيب الكتب الخارجية مش عارف , الكتاب المدرسي ده عقيم و عمروا ما هيغني الطالب عن الكتاب الخارجي , حتى بعد التطوير لسه سيء مش نافع و الله , أنا مستعد أدفع ألف جنية بس اجيب الكتب لعيالي علشان يذاكرو .
صبري وهبى سلامة: أنا جاي من محافظة الغربية علشان مش لاقي كتب خارجية عندنا خالص و المدرسين مش راضين يدوا العيال دروس غير لما يجيبوا الكتب الخارجية , الكتاب المدرسي زي ما هو , الوزير غير الغلاف بس و بعدين أنا ولادي لسه مستلموش كل الكتب المدرسة مسلمهالهم ناقصة يروح يكملها الأول و بعدين يقول الكتاب المدرسي هو الحل بالا خيبه .
أمل محمد ( كانت منفعله أوي و هي بتتكلم و كانت على طول بتوزع اتهامات عليا و أن الصحافة هي السبب و لان الوزير بيعند مع الصحفين و الطلبة و اولياء الأمور بيتاخدوا في الرجلين ) : أنا عايز اسأل سيادة الوزير هل تغير الكتاب و تطويره ؟ هو أن الكتاب يبقى الوان و مطبوع طباعة فاخرة و الحشو اللي جوه زي ما هو لما تقرا الدرس من كتاب المدرسة هتعرف تتطلع منه بحاجة مفيدة ؟؟ , أنا ولادي لما بيجوا يذاكروا بيجيبوا الكتاب الخارجي يحفظوا منه المعاني و الكلمات الإنجليزي و يحلوا تمارين فين الكلام ده بقى في كتاب المدرسة ؟؟ مش موجود طبعا.
إبراهيم محمد إبراهيم : أنا من امبابة كل يوم أجي الفجالة علشان أشتري الكتب و معرفش و اروح تاني و أجي اليوم اللي بعديه لحد امبارح بس لما عرفت أشتري كتابين الكتاب الواحد 35 جنية سوق سوداء لما خلاص الواحد هيتجنن , تعرف لو حضرتك عايز مخدرات أنها اجيبهالك دلوقتي بالتليفون بس أني اجيب كتب خارجية اهو ده اللي مستحيل!.
"الغريب أن الكتب الخارجية الأزهرية متمنعتش هي كمان بالعكس دي موجوده و بوافره في المكتبات . "
طلبة المدارس : لا غنى عن الكتاب الخارجي و ملازم الدروس هي الحل .
بسام جمال ( ثالثة ثانوي ) : الكتاب الخارجي الواحد ب 75 جنية و أبويا رفض أني اشتريها و قالي هدفعلك فلوس الدروس و لا فلوس الكتب الخارجية , و كتاب المدرسة ملوش لازمة أنا أستلمته و حطيته جنب الحيطة في الفصل .
إسلام محمود ( تانية ثانوي ) : مجبتش و لا كتاب خارجي لاني مش لقيهم و لا حتى استلمت كتاب الوزارة , مقضيها دروس وخلاص و الاستاذ عامل ملازم فيها تمارين و اسئلة علشان تغني عن الكتاب الخارجي .
أحمد علي ( ثالثة ثانوي ) : جبت كل الكتب الخارجية من مكتبة قدام البيت حجزتها منه و هو جبهالي بعد أسبوع بنفس السعر اللي هي مكتوب عليها , كتاب المدرسة ده ملهوش لازمة مش لما نفتحه في الفصل علشان أنا افتحه في البيت .
حنان مصطفى ( تانية ثانوي ) : لا غنى عن الكتاب الخارجي طبعا , كتاب المدرسة كله دش و مفيش تمارين و لا في أي حاجة.
محمد ياسر ( ثالثة ثانوي ) : في كتاب الوزارة مكتوب في صفحة التمارين لمعرفة الأجابة أذهب الى المكتبة و أطلع على النت , طب أنا هذاكر و لا هطلع على النت و أروح المكتبة ! ,و الكتاب الخارجي بيوضح لي كل حاجة و كمان اسئلة كتاب الوزارة تافه و مش بيتيجي في الإمتحان .
أحمل كل ما معي من اسئلة و اتهامات للكتاب المدرسي كنت قد جمعتها من أولياء الأمور و الطلبة و أذهب لمقابلة الأستاذ محمود سليم رئيس قسم التاريخ بمدرسة طبري الحجاز و كان قد شارك في الأشراف على إعداد الكتاب المدرسي
الكتاب المدرسي اطور يا استاذ ؟ .
قبل ما نتكلم عن التطوير أحب اقولك أن فيه مواد دراسية ملهاش كتب دراسية زي ( مادة الجغرافيا - و المستوى رفيع جغرافيا ) الجغرافيا مطبعلهاش كتاب من 3 او 4 سنين لدرجة و الطلبة مبقتش بتختارها , بالنسبة للتطوير لم يحدث أي تطوير في كتب المرحلة الثانوية الكتاب زي ما هو من الجلده للجلده , التطوير حصل في كتب 3 إعدادي و 6 ابتدائي غير بعض المناهج بس مازال فيها حشو كتير .
هل الكتاب المدرسي حاليا يغني عن الكتاب الخارجي ؟ .
لا طبعا , الكتاب المدرسي يحتاج الى عنونه و تنظيم و تعديل و مراجعة علشان يبدأ ينافس الكتاب الخارجي , المشكلة كمان انه يبقى متوفر للطلبة عندك مثلا السنه اللي فاتت كتب التقويم منزلتش المدرسة و اتباعت في المكاتب الخارجية بأسعار اقل من اسعارها و كمان عندك أزمة في الكتب الدراسية للمدارس التجريبي برضوا مش متوفره في المدارس و متوفرة في المكاتب الخارجية و بأسعار أقل و دي مشكلة لان الطالب المفروض بيستلم الكتب دي مجانا لانه بيدفع مصروفات للمدرسة .
طب ليه الطالب بيلجأ للكتاب الخارجي و اولياء الأمور هتموت نفسها علشان كتاب و بيدفعوا في الكتاب الواحد من 50 لـ 100 جنية ؟.
علشان الكتاب الخارجي بيقدم المادة وجبة جاهزة للطالب , بتفتح الكتاب الخارجي مثلا في مادة العربي تلاقي كاتب الدرس و معانية و بعدين مواطن الجمال و ملخص الدرس وبعدين اسئلة كتاب الوزارة و بعديها اسئلة الكتاب نفسة و هكدذا في باقي المواد , عايز الطالب بعد كل ده يبص في الكتاب المدرسي ليه ؟ ما كل حاجة متوفره و بشياكه , رغم أن الامتحانات الحديثة السنة اللي فاتت و اللي قبلها و السنين الجاية كتاب المدرسة هو المصدر الأول للامتحان لانه بيجيب من بين السطور .
شايف قرار الوزير صح في انه منع الكتب الخارجية من السوق ؟.
الوزير صح و غلط في نفس الوقت !. صح انه يخلي الطالب يعتمد على الكاتب المدرسي مش الخارجي لان الكتاب الخارجي عادة سيئة كالدرس الخصوصي بالظبط لا يفيد المتعلم في شيىء الطالب بياخد المعلومة من الكتاب جاهزة و يحفظها و يسمعها في الأمتحان , الغلط بقى في انه منع الكتب الخارجيه في بلد ماشية بمبدأ الممنوع مرغوب طالما أنت مانع الشيىء هيبقى عليه اقبال رهيب .
طب كان عمل ايه ؟؟.
كان ساب الكتب الخارجية في السوق و طور الكتاب المدرسي اعاد تنظيمة و يعدل أخطاءة مش ان احنا نغير الغلاف و نطبعه الوان يبقى كتاب منظم الطالب قادر على استخراج المعلومة منه بسهولة , و علشان الناس اللي بتشتكي من قلة التمارين تتوزع كتب التقويم مع الكتاب المدرسي في بداية العام الدراسي مش قبل الأمتحان بشهر ونص و يضيف 10 امتحانات ثانوية عامة في اخر الكتاب , بكده ضرب الكتب الخارجية و أجبر المدرس على أنه يشتغل من الكتاب المدرسي حتى في الدرس .
أحمد صبري