من أول أن تقرأ اسم الكتاب و أنت تتسأل عن من هم "الناس دول" الذي يتكلم عنهم الكاتب في الكتاب . فهل هم من الشخصيات المشهورة التي تتحدث عنهم الجرايد و التلفزيون طول الليل و النهار ؟! ، و هل الكتاب سياسي أم كتاب اجتماعي ام ماذا يكون ؟!.
لم
أقدر على تصنيف الكتاب بعد قرأته و لا أجد وصف ليه غير ما كتابه الكاتب على الغلاف
تحت اسم الكتاب "حكايات من لحم ودم". فالكاتب هو أحمد عطا لله أو الخال
كما أحب أن اللقبه به ، لانه صعيدي من محافظة قنا ، يستحق لقب صحفي عن جدارة و
استحقاق ، فهو ليس من الكتاب المرفهين الذي لديهم عمود ثابت في الجرايد يقوم فيه
كل يوم بالتنظير أو اعادة ما كتابة الجميع
في المشاكل السياسية ، لكن احمد عطا الله كاتب مختلف أخذ الصحافة من القاع الى
القمة ، اهتم بالناس العادية بالبشر الذين نقابلهم كل يوم ، فهذا ما تجده في كتاب
"الناس دول".
الفصل
الاول : اقدام واعتاب ونواص.
تتعرف
في هذا الفصل على خمارة الغلابة وهي خمارة "بلبل" التي تقدم البوظة
مشروب الغلابة ، ورحلة الكاتب الى حلايب وشلاتين لتتعرف على عالم أخر متواجد معك
في نفس الوطن ولكن كل ما تسمعه عنها هو نزاعات وصراعات على أصل البلد هل هي
سودانية أم مصرية و لكن في "30ساعة حلايب وشلاتين" تتعرف على البلد و
اهل البلد ومواصلات البلد ، مع تقطيع القلب و العياط تتعرف على حكاية الشهيد أحمد
الذي خرج على لقمة عيشة لتضرب السفينة التي يعمل عليها أحمد من إسرائيل على الحدود
السوريا ، ويموت أحمد بعد أن قرر انها ستكون أخر سفريه له .
الفصل
الثاني : أرزاق.
للتعرف
على صانع الحبال عزيز النفس في "رجل في زمن الديجتال" ، وبنات الترحلية
،و الطفل الذي عمره 9سنوات ويعمل عامل محاره و ينام على شكاير الاسمنت و الجبس ،
كل هذا يجعلك تمحد الله على ما أنت عليه ، و تدعوا لهؤلاء من قلبك .
الفصل
الثالت : يعملوها ... ويخيلوا
لم
يقابل الكاتب ياسين التهامي ولكن وصفه لحضرة التهامي يجعلك في قلب الحضرة ، كلامه
و صوفه لاداء التهامي يجعلك تتعرف على التهامي وكانها مقابلة يفضفض فيها التهامي
عن كل ما لديه من اسرار ، ويقابل الكاتب في هذا الفصل خط الصعيد الذي يقول له
"سقتلك في بيتك" ، ليقابله الكاتب و تسمتع بهذل المقابلة و أنت تتعرف
على الشخص الذي لم تستطيع الدخلية الوصول له ،الاجمل في هذا الحوار انه يوضح لك
الطبيعة الانسانية لدى خط الصعيد .
في
هذا الفصل ايضا تتعرف على "فيلسوف الجهاد" والذي ابهرني بكلامه مما جعلني اعاود قرائتة
أكثر من مره .
الفصل
الرابع : حال سبيلهم .
فتجد
في هذا الفصل حكاية الرجل الذي يعيش والرصاصة لا تزال في قلبة من ايام النكسة و
عندما قالوا له الاطباء انه سيموت قريباً و لم يموت بل تزوج و انجب اطفالاً ،
تتعرف على الشخص الذي أدمن المذاكرة بعد أن تسبب عدم التحاقه بكلية الطيب عقدة
نفسية ،و يصحبك الخال عطا لله للتعرف على ابطال السيرة الهلالية و الذي يحرص
دائماً في الاستماع اليها فلم استغرب عندما يكتب عنها في كتابة و يلتقي بأحد
مروديها فشرائط السيرة الهلالية تلازمة في المكتب و البيت و العربية.
الفصل
الخامس : أخر كلام
حظى
الكاتب بأنه قام بجراء أخر الحوارات الصحفية مع هؤلاء ( محمود عوض – محمد رشدي –
ابراهيم البغدادي ) .
في
هذا الفصل يصدمني الكاتب في كلامة عن السياسة ، لاني كنت اعتقد ان ليس له في السياسة
بهذا الشكل العميق ، و احقد عليه في حواره مع محمود عوض و الذي قال له جملة لا
تترك دماغي ابداً ، عندما قال له في وصف منصب رئيس التحرير "مفهومي لرئيس
التحرير يختلف عن الموجود حالياً ، رئيس التحرير بالنسبه لي هو قائد الفرقة
الموسيقية ، هذا القائد لا يعزف لكن مهمته اختيار العازفين المهره كل في آلته ،
وأن يبحث عن عظمتة الشخصية في كل واحد منهم ، دوره أن يخرج العزف متناسقاً ، لا
يهم أن يتكرار نشر اسمه في جريدته ، كثيراً – بسبب هذا المفهوم – ما كان يندهش
البعض من ابدائي لافكار و موضوعات لمن يعمل معي لتنفيذها ، ثم اعادة صياغتها مره
أخرى ، وتنشر بأسمائهم في النهاية بعد أن أضيف لها معلومات ، هذا هو رئيس التحرير
من وجهة نظري ، و علية أن يفهم أنه موجود في كل سطر من سطور صفحته دون التصريح
بأنه من يفعل ذلك".
وقال
ابراهيم البغدادي ايضاً "اذا نظرنا للدول العربية .. نجد أن كل بلد
"قافل" على نفسه و لما "يتزنق" يطلع القضية الفلسطنية من تحت
الكرسي ويلوح بها ويخبيها تاني بعد كده ".
الفصل
السادس : ابويا .
يتحدث
الكاتب عن والده عطالله الذي توفي و هو عمره 11 عاما ، الذي لم بيكيه الا بعد مرور
ثلاث سنوات على وفاته .
الفصل
السابع : فال الله و لا فالهم
تتعرف
فيه عن حوادث تأجير للبنات و حالات زنا المحارم ، تجعلك تقول على الدنيا السلام .
الكتاب
في مجمله جيد جداً فهو اشبه بالقصص القصيرة الممتعه ، و الحوارات مكتوبة بسلوب سلس
والاجمل كواليس الحوار التي تعيشها مع الكاتب قبل بدأ الحوار و اثناء الحوار و في
نهاية الحوار .